الأربعاء، 4 يوليو 2012

منتصف شعبان


بالتأكيد أنت ليس مشركا بفضل الله ،لكن قد تكون على خلاف أو خصام مع شخص ،فإذا كنت كذلك فعجل و بادر بمصالحته و دفع أسباب الخلاف ؛حتى تكون مع زمرة من يغفر الله لهم تلك الليلة المباركة؛ليلة النصف من شعبان.
يطلع الله تبارك و تعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان ،فيغفر لجميع خلقه ،إلا لمشرك أو مشاحن ،يغفر الله للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد على حقدهم ،لأنهم حاقدون على عباده كارهون لهم الخير.
و توقيت تلك الليلة له حكمة كبرى فهو ينتصف شهرا أكثر فيه الرسول الصيام و فيه ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين.و فيه يكون الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المعظم و روحانياته المشرقة بالتسامح و الذكر و تنقية القلب و الإخلاص لله.
و على المسلم أن يستحضر أعمال سنته الماضية و أحداثها بخيرها و شرها، و ليعلم أن ما أصابه من خير فمن الله و ما أصابه من شر صنيعه هو ،و قد خفف الله عنه العاقبة و أراد به خيرا بذلك الشر الظاهرى ؛ففيه صد له عن الاستمرار فى المعصية و مغفرة له بتحمله البلاء و صبره عليها.

ذكرى ليلة النصف من شعبان:
ان هذا اليوم هو ذكرى تغيير القبلة ،و لتغيير القبلة حكمة كبرى ليعلم الناس أن طاعة الله واجبة دون تفكير فتنفيذ أمر الله باتخاذ الكعبة المشرفة قبلة فى الصلاة أهم من اتباع العادات القديمة الموروثة باتخاذ بيت المقدس قبلة برغم من قدسيته و مكانته عند الله ، لكن مغزى الصلاة العبادة و الطاعة و الخضوع لله عز و جل نتوجه حيث أمرنا و كيفما أراد لنا أن نعبده. فجوهر الصلاة التوجه لله بالطاعة و الخشوع و ليس اتخاذ اتجاه معين و أداء طقوس و حركات معينة و القلب لاه غافل ،فتلك صلاة لا بركة  فيها و لا قبول لها. فلله المشرق و المغرب و هو يرانا فى كل مكان ، و ذلك يشير إلى أن التقديس فى الإسلام ليس للأماكن ،ولكن لله وحده.
سَيَقُولُ السفهاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) 
و قد أخبر الله مسبقا و قبل وقوع الحدث برد فعل المشركين - واصفا اياهم بالسفهاء- بأنهم سوف يسخرون من المؤمنين و يصفونهم بانهم ارتدوا عن دينهم و اتبعوا قبلتهم، و أكد لهم الله أنه لن يضيع ايمانهم و ان تغيير القبلة كان لهدف اختبار الايمان و تمييز المؤمنين الثابتين عن الذين يرتابون و يترددون ثم يرتدون
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143)

 ولم يشأ الله أن يجعل القبلة إلي الكعبة أول الأمر لأنهم كانوا يقدسونها على أنها بيت العرب وكانوا يضعون فيها أصنامهم ، ووضع الأصنام في الكعبة شهادة بأن لها قداسة في ذاتها .. فالقداسة لم تأت بأصنامهم بل هم أرادوا أن يحموا هذه الأصنام فوضعوها في الكعبة
و فى قوله سبحانه وتعالى "سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها" -  و القبلة التي كانوا عليها هي بيت المقدس - يأتي الله برد جامع هام هو أن أوامر الله الإيمانية لا ترتبط بالعلة، إنما علة التنفيذ فيما يأمرنا الله سبحانه به أن الله هو الآمر، و قد بين لنا السبب في تغيير القبلة ان الأمر كان امتحانا للإيمان في القلوب فالإيمان هي طاعة المعبود فيما يأمر وما ينهي .
فضائل ليلة النصف من شعبان:
لليلة النصف من شعبان مكانة عظيمة ،فهى إحدى ليالى الشهر الذى ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين.
فى الحديث الشريف:"إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها و صوموا نهارها فإن الله تعالى ينزل فيها إلى سماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر فأغفر له؟ ألا من مسترزق فأرزقه؟ ألا من مبتلى فأعافيه؟ ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر. "
من الأدعية النبوية:
اللهم إنى أعوذ بعفوك من عقابك ،وأعوذ برضاك من سخطك ،.وأعوذ بك منك ،جل وجهك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.

هناك تعليقان (2):

  1. كل عام و انتم بخير

    ردحذف
  2. كل عام و المسلمون جميعا بخير و نعمة و فضل و هداية من الله

    ردحذف