الثلاثاء، 17 يوليو 2012

ماذا لو


خدعوك فقالوا أن القلق مكتوب عليك، فلا الثقافة و لا المعرفة و لا الإدراك و لا السلوك يحتم على الإنسان أن يمضى فى عالم القلق الذى يدمر صحته و ثقته بنفسه و إنتاجيته.
تعريف القلق:
هو سلسلة من الافكار و الهواجس و التخيلات السلبية التى تقتحم العقل الواعى بطريقة لا سلطان له عليها.
و مرض القلق هم الذين يزيد لديهم القلق بنسبة 50% أو أكثر يوميا و يشعرون بأنهم يعيشون مشكلة مستمرة لا نهاية لها.
و تكشف الدراسات أن النساء يقعن فريسة للقلق أكثر من الرجال بنسبة 2:3 ، و هذا لا يعنى أن الرجال لا يقلقون؛ فيظهر تقرير المعهد القومى للصحة النفسية أن 13 مليونا من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من الفوبيا أو عقدة الخوف الى جانب الاضطرابات الناشئة عن القلق مثل نوبات الذعر و الاضطرابات الصحية.

سيناريوهات القلق:
غالبا ما يحتوى سيناريو القلق العبارات الآتية:
"ماذا لو"
"لا استطيع"
"تلك غلطتى أنا"
"كم أنا فاشل"
"ماذا سيظن الناس بى لو"
"لابد لى أن"
و ذلك نتيجة لسيطرة أحد ثلاث نقائص قد يشعر بها الإنسان و هى نقص احترام الذات و الشعور بقيمتها، نقص الثقة بالنفس، نقص فى القدرة على اتخاذ القرار و حل المشكلات و الاستياء من كل شيء.

الوسائل الخمس المقترحة للتغلب على القلق:
·         فتش عن السبب الحقيقى وراء القلق
·         اعرف الحلول و البدائل المتاحة أمامك
·         ضع تصورا محددا لأهدافك
·         حاول المجازفة و لا تخشاها
·         دع المشاكل تمر
إذا تعلمت كيف تستخدم هذه الأدوات الاستخدام الأمثل فسوف تكتسب المهارة و تفلت من الوقوع فى فخ القلق.
و لكن هل كل القلق سيئ بالطبع لا...

لؤلؤة القلق:
انهم يطلقون على القلق النافع مسمى "لؤلؤة القلق" لأن مراحل تكوينه تنطبق مع مراحل تكوين اللؤلؤ داخل المحارة. حين تتسلل حبة من الرمال داخل المحارة المنيعة سرعان ما تفرز سائلا واقيا لها يحميها من التهيج و يتكون طبقة فوق طبقة حتى تنتج فى النهاية لؤلؤة نفيسة غاية فى الروعة و الإبداع...و المحفز الأساسى وراء تكوينها هى تلك الحصاة غير المرغوبة!
و هكذا حين يقودك القلق إلى القيام بتغيير سلوكك للبحث عن حل للمشاكل و يستنهض الهمة لاتخاذ خطوات نحو الطريق السليم ؛فسوف تكون النتائج إيجابية عظيمة النفع ،أما الدخول فى دوامة القلق فهو الدمار لأنها تدور بالشخص و تخيب توقعاته فيزداد الغضب و الاكتئاب.

القلق و الصحة:
و لننظر إلى أقوال من يعانون من القلق لنرى مدى معاناتهم:
-          إنه يجعلنى أوجه لنفسى نقدا قاسيا بلا رحمة
-          إن القلق يجعلنى إنسانا فوضويا
-          القلق يشل تفكيرى و مشاعرى
-          القلق يصيبنى بالصداع الدائم
إذن فالمعادلة هى قلق زائد = تدهور فى الصحة
إن الفرع الجديد من فروع العلم الذى يطلق عليه "علم مناعة النفس" أوجد دليلا على أن العواطف و أسلوب التفكير و نقص القدرة على التكيف  قد تضر الجهاز المناعى أكبر الضرر.فعندما ينتابك القلق تفكر بشكل سلبى يقضى على أى قدرة لجسمك على محاربة الأمراض.
و الضغط العصبى أو الإرهاق الجسمانى يتسبب فى إفراز هرمون لو زاد أو قل عن المعدل الطبيعى فإن جهاز المناعة يضعف جدا ، فالمشاعر تلعب دورا مزدوجا : فهى التى تستثير إفراز الهرمونات ثم تتأثر بها.

أسلوب "ماذا لو..ماذا يهم" للتغلب على القلق
نفترض ذلك الحديث النفسى القلق بخصوص مظهر الشخص:
ماذا لو كان شكل أنفى كبيرا...سوف يحملق الناس فى.. و ماذا يهم؟
سوف أشعر بالإحراج و الضيق... ماذا يهم؟
سوف أتخلص من هذا الشعور فلا عيب أن أشعر بقليل من الضيق و سأتغلب على الحرج بعلاقاتى الطيبة مع الناس و اندماجى معهم.
و يمكن كتابة بعض الإثباتات لإقناع النفس مثل:
أنفى شكله مقبول و لا عيب فيه – لى ابتسامة جذابة – أنا أحب الناس....
و بتلك الطريقة الذاتية فى مواجهة المشكلة و تبسيطها إلى أقصى درجة، و تقبل الامور المسببة للقلق بجميع احتمالاتها تتكشف أمامنا الحلول السهلة المتاحة و يزول القلق قبل أن يزيد و يتفاقم.
و طريقة "ماذا لو..ماذا يهم" توضح الدوافع الخفية وراء القلق و يجعلها تمر بسلام دون أن تتحول إلى ذكريات ثابتة فى أعماق النفس.
فالعقل الباطن لكى يهون وقع القلق و الخوف ،و يريح من ألم المواجهة مع الحقائق يتبع أسلوبا يسميه علماء النفس بظاهرة الإنكار ،وطريقة "ماذا يهم" هى للمصارحة بالأسباب الحقيقية و مقاومة الإنكار.

استخدم العقل الباطن و تمتع بالصحة:
قدم الدكتور "ديباك كويرا" فى كتابه "مراحل الشفاء" الدليل القوى على صحة ما يقوم به لاعبو اليوجا فى الهند ، و هى أن للجسم عقله الخاص..
حيث تقوم كل خلية فى الجسم بأداء وظيفتها لتحقيق الهدف المنشود ، فإذا مرض أحد أعضاء الجسم علمت باقى الأعضاء و سارعت لنجدته على الفور ؛و بناء على ذلك فإنك عندما تسمح لجسمك بقدر من الراحة و الاسترخاء و توحى لنفسك بأنك بخير و بصحة جيدة ، ثم تغير أسلوب تفكيرك سرعان ما تسرى هذه الرسالة  فى كافة أنحاء جسمك فتسارع باقى الأعضاء بالاستجابة.
مثال : إذا كنت تعانى من الصداع فاكتب:
"أنا لا أشعر بأى أثر للصداع"...ثم رتب الأفكار الآتية:
-          تصور نفسك و أنت تعانى من الصداع و قد احمر وجهك و ظهرت الهالات السوداء حول عينيك.
-          تخيل نفسك  ترسم علامة × فوق تلك الصورة البشعة.
-          تصور وجهك الآن و قد استرد عافيته و نضارته و اللون الوردى الناطق بالقوة.
-          اجلس و استرخ و عش تلك التصورات حتى تثبت لنفسك أن الصداع فارقك نهائيا.
و هذا التمرين ينصح به بعد أن تكون اتخذت العلاج الدوائى المناسب لأن التمرين مكمل للعلاج من خلال تحسين الحالة النفسية و استعادة الهدوء و طرد القلق الذى قد يؤخر الشفاء.
كما أن إدراج رياضة المشي ضمن جدول الأعمال اليومى ،فرياضة المشي تحفز الجسم على افراز هرمونات تقضى على القلق.

المرجع: كتاب كيف تتخلصين من القلق ،تأليف جين و روبرت هاندلى و آخرون ترجمة سهير محفوظ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق