الاثنين، 23 يوليو 2012

عظات و عبر من سورة القصص

·         آيات الله تعالى و عبره و أيامه فى الأمم السابقة ، إنما يستفيد بها و يستنير المؤمنون، فعلى حسب إيمان العبد تكون عبرته و منفعته، و أن الله تعالى إنما يسوق القصص لأجلهم.
"طسم * تلك آيات الكتاب المبين * نتلو عليك من نبأ موسى و فرعون بالحق لقوم يؤمنون"
·         أن الله إذا أراد أمرا هيأ له الأسباب ، و أتى بها شيئا فشيئا بالتدريج ، و ليس دفعة واحدة، فقد أراد الله أن يمن على الذين استضعفوا فى الأرض من بنى اسرائيل و يجعلهم أئمة و يجعلهم الوارثين، و يتحقق لفرعون ما كان يخشاه و يحذر منه من بنى اسرائيل و هو فقدان ملكه على يد غلام منهم ، و الذى بسببه قتل أبناء بنى اسرائيل عاما بعد عام.   و هيأ لهذا الأسباب من إنقاذ موسى مرتين ؛ الأولى من القتل على يد جنود فرعون وليدا، و نجاته من الغرق بعد أن ألقته أمه فى البحر، و الثانى عندما هرب من بنى اسرائيل بعد أن قتل خطئا واحدا منهم ، ثم ذهابه إلى أهل مدين و مقابلة النبى شعيب و تزوجه من ابنته ثم تلقيه أمر الله و رسالته و رؤيته له سبحانه.
       و انتصار موسى على السحرة ليؤمن به السحرة ،و يعذبهم فرعون حتى الموت ، ثم استكبار فرعون أمام تلك المعجزات البينات ،و إغوائه لقومه و جنوده حتى ماتوا غرقا و نجا بدن فرعون ليكون عظة و دليل شاهد على معجزة الله.
·         الأمة المستضعفة مهما بلغ ضعفها لا ينبغى لها أن تستسلم للكسل عن طلب حقها أو اليأس من النصر خاصة إذا كانت مظلومة ؛كما انقذ الله بنى اسرائيل الأمة الضعيفة من أسر فرعون و مكنهم فى الأرض و أورثهم ديارهم.
·         ما دامت الأمة ذليلة مقهورة لا تنهض لأخذ حقها و لا تتكلم فيه لا يقوم لها من أمر دينها و لا دنياها.
·         لطف الله بأم موسى و تهوينه عليها المصيبة بالبشارة بأن الله سيرد إليها ابنها و يجعله من المرسلين.
·         أن الله يكتب على عبده بعض المشاق ليعطيه سرورا أعظم من ذلك أو يدفع عنه شرا أكثر منه كما قدر على أم موسى الحزن الشديد و الهلع البالغ ،و كان ذلك وسيلة ليصل إليها ابنها بشكل تطمئن به نفسها و تقر بها عينه.
·         الخوف الطبيعى من الخلق لا ينافى الإيمان كما جرى لأم موسى و لموسى.
·         الإيمان يزيد و ينقص ..و إن من أعظم ما يزيد به الإيمان و يتم به اليقين الصبر عند المصائب ،و التثبيت من الله "لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين".
·         من أعظم نعم الله على العبد تثبيته إياه و ربط قلبه عند المخاوف و عند الأمور المذهلة ،فإنه بذلك يتمكن من القول الصواب و الفعل الصحيح بخلاف من استمر قلقه و روعه و انزعاجه فإنه يضيع فكره و يذهل عقله فيعجز عن التصرف.
·         أن العبد و لو عرف القضاء و القدر ووعد الله النافذ الذى لابد منه ؛فلا يهمل الأسباب و لا يكون ذلك منافيا للإيمان بخبر الله و بشارته ،فإن الله وعد أم موسى أن يرده عليها ؛و مع ذلك اجتهدت لترده فأرسلت أخته تحمل أخباره و تحتال لتسترجعه.
·         جواز خروج المرأة فى حوائجها و تكليمها الرجال كما جرى لأخت موسى و ابنتى شعيب.
·         أن الله من رحمته بالعبد الضعيف الذى يريد إكرامه أن يريه من آياته ما يزيد إيمانه كما رد الله موسى لأمه لتعلم أن وعد الله حق.
·         من يقتل النفوس بغير حق و يزعم أنه يريد الإصلاح فى الأرض و تخويف أهل المعاصى إنما هو كاذب و مفسد ، كما جاء على لسان القبطى : "إن تريد إلا أن تكون جبارا فى الأرض و ما تريد أن تكون من المحسنين".
·         الرحمة بالخلق و الإحسان على من يعرف و من لا يعرف من أخلاق الأنبياء ،و من الإحسان سقى الماء و إعانة العاجز.
·         استحباب الدعاء بتبيين الحال و شرحها ،و لو كان الله عالما بها لأنه تعالى يحب تضرع العبد و إظهار ذله و مسكنته "رب إنى لما أنزلت إلى من خير فقير".
·         الحياء من الأخلاق المحمودة ،و المكافأة على الإحسان لم يزل من دأب الأمم السابقين.
·         العبد إذا فعل العمل لله ثم حصل له مكافأة من غير قصد فإنه لا يلام على ذلك ، كما قبل موسى مجازاة صاحب مدين عن معروفه الذى لم يطلب له مقابلا.
·         تجوز خطبة الرجل لابنته الرجل الذى يختاره ،و لا لوم عليه.
·         تجوز الإجارة بالمنفعة لعدة سنوات و تجوز كنوع من المهر.
·         خير الأجراء هو القوى الأمين.
·         من مكارم الأخلاق الإحسان للأجير و عدم تحميله مالا يطيق "و ما أريد أن أشق عليك".
·         من أكبر العقوبات أن يكون الإنسان إماما فى الشر و ذلك بحسب معارضته لآيات الله البينات كما فعل فرعون ،كما أن من أعظم نعم الله على عبده أن يجعله إماما فى الخير هاديا مهديا.
·         عند تزاحم المفسدتين و وجوب اختيار أحدهما فعليه اختيار الأسلم ،كما حدث لموسى حين وقف امام أمرين إما البقاء فى مصر و تعرضه للقتل "قال يا موسى إن القوم يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إنى لك من الناصحين" ،و الذهاب إلى البلدان البعيدة التى لا يعرف طريقها و ليس معه دليل سوى ربه. لكن الاختيار الثانى هو الأسلم ففعله موسى و توكل على الله راجيا هدايته
    "فلما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى أن يهدينى سواء السبيل".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق