الأربعاء، 1 أغسطس 2012

لطيفة الزيات و أزمة الذات

من حديث لطيفة الزيات (*) بصدد المرأة فى مقالها المعنون "الكاتب و الحرية" تقول:

و التربية التى تتلقاها الأنثى فى ظل مثل هذا المجتمع الطبقى الذكورى تتلخص فى إلغاء الذات (المرأة) لصالح الآخر (الرجل) ، و إفناء هذه الذات فى الآخر بحيث يغيب صوت الأنثى الخاص و إرادتها الحرة و فعلها الإيجابي ،و يغيب كيانها الحر المفترض أن يقف فى ندية مع كيان الرجل.
أمى الانثى المقهورة قهرتنى لكى اتواءم مع مجتمع قاهر لا يتقبل سوى امرأة مقهورة ، علمتنى أمى ألَا أفعل ،ألَا أقول ،ألا أصرح ،و صادرت فى كل مرة صوتى قبل أن يرتفع ..روضتنى أمى  و قلمت أظافرى و علمتنى أن أحب العطاء بلا مقابل ،و أن للعطاء طريقا واحدا . علمتنى كيف ألغى ذاتى لكى أكون..أو بالأحرى لكى لا أكون!
و بفضل هذه التربية الترويضية للمرأة العربية عموما صار البحث عن الذات الحرة فيها رحلة شاقة و طويلة "رحلة بلا نهاية"، و مركز أزمتها و عدم اكتمالها هو "صاحب البيت" أو الرجل.

*لطيفة الزيات: روائية ، وأديبة وناقدة , أهتمت  بشئون المرأة وقضاياها. ولدت في مدينة دمياط بمصر، في 8 أغسطس، عام 1923, التحقت بجامعة القاهرة. وحصلت على دكتوراه في الأدب من كلية الآداب، بجامعة القاهرة عام 1957.
كانت رمزاً من رموز الثقافة الوطنية والعربية وإحدى رائدات العمل النسائي في مصر ، لها سجل حافل بالريادة فى جميع المجالات التي خاضتها والعديد من الأعمال الأدبية منها : حملة تفتيش ، الباب المفتوح ، صاحب البيت.

و بالرغم من أن مقال "الكاتب و الحرية" لكاتبة منذ قرن من الزمان ،إلا أن نفس الأفكار و مضمون الحوار نجدها فى مقالات حديثة مثل مقال "رحلة تاء التأنيث"
http://www.eshrakatelhaya.blogspot.com/2012/07/blog-post_27.html

حيث نجد أن الفكرة المشتركة هى توارث الذل للمرأة عبر الأجيال ،و دور الأمهات فى تمهيد التربة الخصبة لقبول قهر المرأة،و إعادة شريط الذكريات الذى عانت منه و تكراره مع ابنتها طواعية و عن طيب خاطر بدلا من ان تثور الأم و تنتفض لمنع تكرار معاناتها ،والوقوف فى وجه المجتمع الظالم لحقوق المرأة المهدر لكيانها الذى يعتبرها ظلا للرجل و تابعا له حتى النهاية ،و بذلك السلوك الغريب للأمهات تدور المرأة فى حلقة مفرغة لن تنجو فيها من بطش و تحكم الرجل الزائد و محو شخصيتها محوا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق