السبت، 19 ديسمبر 2009

هل تستسلم؟

برامج الأطفال موجهة بالدرجة الأولى للأطفال، و بالتالي يغلب عليها طابع الإبهار و الحركة و الألوان التى تجتذب الأطفال و تربطهم بجانب التلفزيون ساعات طويلة بلا كلل و لا ملل.

و بالتالي فالعنصر المميز لها هو الشكل ، فماذا عن المضمون؟ أي الأفكار التي تتناولها تلك البرامج الحلقات المسلسلة؟



معظمها مدبلج أو مترجم أي أن الفكرة و التصميم و التنفيذ تم في الخارج و بالتالي فإن المضمون يحتاج بالضرورة إلى فلترة و تنقيح لتناسب المجتمع الشرقي و الإسلامي بآدابه و قيمة و عقائده.



و على الآباء و الأمهات مسئولية كبيرة في متابعة و مراقبة ما تقع عليه عيون أطفالهم و اختيار الملائم لهم و صرفهم عن البرامج التي قد تؤثر على سلوكهم بالصفات السلبية مثل العنف و الأصوات العالية و الصراخ و غيره.



و من تلك البرامج ما يجتذب الكبار و الصغار سواء لفكرتها أو لطرافتها و ما تسببه للكبار من نسيان لمشاكل الحياة و الاندماج فى عالم الطفولة البرئ و عالم الخيال و اللامعقول.



و مثال لذلك حلقات "الساموراى جاك": و كما يتضح من اسمها هى حكايات أسطورية، و الساموراى هو البطل المحارب فى اليايان ، أما شخصية الساموراى جاك باختصار: هو محارب ينتمى إلى طائفة النبلاء ؛ و ضئيل الحجم ، يميزه خصلة من الشعر يربطها خلف رأسه و يرتدى دائما الكمونو اليابانى الشهير و يرتدى قبقاباً خشبياً بسيط ، يستعين دائما بسيفه المسنون الذي ورثه عن والده و الذي لا ينكسر أبدا.. هذا من الناحية الشكلية ، أما شخصيته - و هي الأهم- فهي أخلاق المحارب الذي يقاتل خصمه بشرف و يسعى إلى نصرة الضعيف و تتميز حلقاته بالجانب الإنساني إلى الجانب الكوميدي.



و مثل جميع أنواعا الدراما؛ أساسها الصراع بين الخير و الشر و الشر هنا يتمثل فى الشرير "أكو" – و معناها شيطان باللغة اليابانية- الذي اسقط الساموراى جاك في بعد زمني آخر لكي يخلو له المجال للسيطرة على العالم بشره.



و فى أحد الحلقات المسلسلة نجد الساموراى جاك يتقابل مع ثلاث شيوخ كبار يبدو عليهم الاحترام و الحكمة و الإجلال هم الباحثون عن الحقيقة يعرفون أنها هناك فوق عند جبل عال جدا تتوسط قمته السحب العالية حيث الصقيع و الثلوج و التي لم يتمكن بشر من الوصول إليها من قبل؛ و لذلك عاشوا عمرهم كله يتدربون على كيفية الصعود للوصول إلى الحقيقة.

و لهذا مدلول كبير عن قيمة الحقيقة و تعلم الثبات و عدم الاستسلام أبدا مهما كانت الصعوبات.

و من أجمل المشاهد عندما وقع الساموراى من شدة البرد و بعد مقاومة كبيرة لأحد الوحوش الرابضة هناك في الجبل و حدث نفسه قائلا:"إن هذا مستحيل" و هي الكلمة التي ينبغي أن ينساها أي شخص يريد الوصول للقمة و تحقيق هدفه فنظر إليه أحد الشيوخ الحكماء قائلا "هل تستسلم؟"



هنا تذكر السامورى الذل الذي يعيش فيه قومه تحت سيطرة الشرير و ضرورة التحمل و استعادة القوة مرة أخرى للوقوف فى وجه الشر مهما كان الثمن.


و بالطبع ينجح المحارب الشجاع و يصل إلى هدفه...

هل نحن الآن نحتاج إلى تعلم الحكمة و الصبر من الساموراى جاك؟ هل نحتاج إلى صيحة مثل صيحة النينجا تيرتلز "قوة السلاحف" لكى نتحد؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق