الخميس، 3 ديسمبر 2009

نضرة النعيم

الوجه هو عنوان الشخص و من نظراته تنعكس ما بداخل الشخص من مشاعر و نوايا.

و ما تسعى إليه الفتيات و النساء من تجميل و ماسكات للبشرة و إزالة التجاعيد وشد الوجه للعجائز منهن هدفها جعل الوجه مضيئا و صافياً خاليا من الشوائب، و من أجل هذا يبذلن الكثير و الكثير، و يبتدعن الطرق المختلفة مستخدمات الأعشاب و الخامات الطبيعية مرة، و المواد الطبية مرة أخرى.

و مع ذلك تجد الوجوه معظمها خالية من النضرة تفتقد بريق الحياة و نور الإيمان.

و كيف ينضر وجه من لم يقبل على الله و يتوجه إليه بإخلاص؛ بل ظل محملاً بالهموم الدنيوية الفانية ناظرا إلى موضع قدميه من متاع زائل؛ قلبه قاس تراه مقطب الحاجبين زائغ العينين تملؤه أحقاد و مطامع لا تنتهي.

إن أجمل الوجوه هي الوجوه الناضرة التي ينيرها نور الإيمان و تجملها الطاعة و يشع منها الرضا، و التي لا تزال ناضرة إلى أن تلقى الله بقلب سليم....

و قد ذكر الله الوجوه الناضرة و الوجوه البيضاء و الوجوه الناعمة و الوجوه المسفرة أي الضاحكة المستبشرة ...

"تعرف في وجوههم نضرة النعيم" أى ترى النضرة في الوجه والسرور في القلب.

و ذكر أمثلة لوجوه أخرى على النقيض للعصاه الظالمين يوم القيامة، فمنها الوجوه السوداء و الوجوه الباسرة و التي عليها غبرة..

"يوم تبيض وجوه و تسود وجوه"

هل هناك أسود من ظلمة ليل بلا قمر يضيئه؟ إن الكافرين تكون وجوهم كأنها قطعة مظلمة من الليل؛ و ما أشد تلك العقوبة، فمن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور:

"كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما"

و قد عبر الله تعالى عن الناس بأصنافها يوم القيامة بالوجوه لتظهر قسماتها ما بداخلها و تكون الصورة مكتملة في مشهد من مشاهد يوم الحساب:

"وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية"

و توجيه الوجه و القلب إلى الله علامة الإخلاص و التمسك بالدين و حسن العاقبة.

"و من يسلم وجهه إلى الله و هو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى و إلى الله عاقبة الأمور"

نسأل الله أن ينير وجوهنا بنور وجهه الكريم و أن يجيرنا من خزي الدنيا و عذاب الآخرة.

اللهم اجعل لي في وجهي نورا و في قلبي نورا و في لساني نورا.. اللهم أعظم لي نورا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق