الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

تلبيس إبليس

التلبيس هو إظهار الباطل في صورة الحق و هو من أهداف الشيطان للإيقاع بالمؤمن في براثن الآثام أعاذنا الله منه، فالشيطان عدو متربص بالإنسان فلا يزال يدور و يدور حول حصن قلبه ليقتحمه من أي مدخل و لهذا أمرنا الله تعالي بالحذر منه و عدم إتباع خطواته؛ فإنما هو يعد الفقر و يأمر بالفحشاء و المنكر و هو العدو المبين من قديم الأزل ؛ ويصل إلى ذلك بطريقتين الإفراط (الزيادة) و التفريط (التقصير) فلا يصح الإفراط و المغالاة التي تؤدي إلى البدع و لا التفريط المؤدى إلى التقصير , في الحالتين سيحقق الشيطان هدفه إلا من عصم الله من المؤمنين الثابتين من الأمة الوسط المتبعة لسنة النبي صلى الله عليه و سلم و الأمثلة على ذلك كثيرة:

الطهارة و الوضوء: دفع الشيطان بعض الناس إلى التقصير في واجبات الطهارة، فترى أحدهم لا يستكمل غسل المرفقين والكعبين عند الوضوء، بينما جاوز آخرون ذلك فوقعوا في الوسوسة.

الطعام و الشراب: فقد يقصر قوم من الزهاد في تناول ما يحتاجونه من الطعام والشراب إلى حد الضرر و الإلقاء بالنفس في التهلكة ، وتجاوز آخرون إلى حد التخمة و الإسراف.

الاختلاط بالناس: بعض الناس يعتزل الناس حتى في الطاعات كالجمعة والجماعات والجهاد ومجالس العلم، وآخرون خالطوا الناس حتى أصبحوا كل همهم و شغلهم الشاغل لا يكادون يجدون الوقت للذكر و العبادة.

و الشيطان يزين للناس بعض المحرمات فيقعون بها خاصة النساء و مثال ذلك:

  1. الخروج بدون إذن زوجها و تقول أنها لا تخرج في معصية مع أن خروجها نفسه بدون إذنه معصية
  2. عدم الحداد على الزوج مع أن الزوج ينبغي على المسلمة الحداد على زوجها أربعة أشهر و عشراً فلا تتطيب و لا تخرج إلا لحاجة
  3. التفريط في مال زوجها مع أنها لا يحل لا أن تخرج شيئاً من بيته إلا بإذنه

و القرآن يذكر بعض الأمثلة لأساليب التحايل الشيطانية مثل لجوء بعض الأزواج لحبس و إيذاء الزوجة بدلا من تطليقها إذا كان لا يريدها و ذلك للتهرب من نفقتها الشرعية فيدفعها إلى طلب الطلاق أو الخلع لترد إليه المهر و يذهب بما آتاها من قبل عندما تزوجها بدون ذنب فعلته.

و من حيل الشيطان الماكرة أيضاً طول الأمل و التسويف أي التأجيل فيكون ذلك سبباً في التقصير في الخير و الثبات على الشر إلى أن يأتي الأجل المحتوم حيث لا ينفع الندم ، قال تعالى: "و لن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها"

و مثال شائع للتسويف أن يؤجل الإنسان الحج مع القدرة الصحية و المادية على أدائه حتى يتزوج الأبناء و يؤمن مستقبلهم مع أن الحج فريضة واجبة ، أو أن ينشغل بجمع المال طوال يومه و فوق احتياجاته متعللاً بأن العمل عبادة فلا يفرغ ليتعلم دينه و يعمل لآخرته قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم و لا أولادكم عن ذكر الله".

فمثل هذا الذي يريد أن يتحايل على الله يخادع ربه و هو سبحانه خادعه إذ يسلط عليه شيطانا قريناً له يلازمه في كل وقت، يزين له المعاصي و يفتح له أبواباً واسعة من الضلال و الغي ، وقانا الله و إياكم من همزات الشياطين.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق