الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

وظائف و لكن

حدود الله واضحة؛ فمن تعداها و استهان بها فقد عرض دينه - الذي هو عصمة أمره و أساس حياته- للضياع.....

و للاقتراب من تلك الحدود خطورة كبرى؛ فإن الشيطان لا يزال يزيح الإنسان خطوة خطوة ليقترب من تلك الحدود و تحدث المصيبة الكبرى إذا تخطاها؛ فالشيطان بخبثه لا يزين المعصية بقبحها و سوءها كما هي، بل يغلفها ببعض الأسباب الإنسانية أو الدينية التي تبرر له تعدى و تخطى تلك الأمور الحدودية فإذا به يفاجأ بأن قدمه انزلقت في دوامة الخطأ حيث يصعب الرجوع و يكون الثمن فادحا من إيمان و سعادة و كرامة ذلك الإنسان؛ بل قد يعيش عمره كله محطم النفس منهار البنيان لا يزال يتذكر كيف تحولت حياته و كيف استبدل نعمة الله و رضاه بنقمته و البعد عنه؛ و من تركه الله و أوكله لنفسه فإنه ضعيف، و من يحل عليه غضب الله فقد هوى..

و في الأعمال و الوظائف قد توجد شبهة إذا كان العمل ضمن فريق معين - و كان هذا العمل يغضب الله بلا شك - مثل العمل في تقديم المشروبات في الملاهي، و جميع القائمين بأعمال التصوير و المونتاج و الإخراج و غيره لأفلام رديئة؛ فهم جميعا سبب مباشر أو غير مباشر في اكتمال العمل.


 

أما مراكز التجميل فهي من أكثر الأشغال شبهة بما تحتويه من تغيير لخلق الله و تشجيع على التبرج و كشف الزينة و اختلاط النساء بشكل غير لائق كالمساج و التدليك و غيره من الأمور القبيحة، حتى في الإعلان عنها غالبا ما يستعينون بصور بها فتنة و خلاعة أي أنها كلها ذنوب.


 

و مثل تلك الأعمال مالها حرام و ليس فيه بركة؛ و التشجيع عليه غير مناسب لأي شخص يرعى حدود الله و يغير على دينه.


 

و خير للإنسان أن يراقب الله في الوظيفة التي يعمل فيها أو يخطط للالتحاق بها، فيبارك الله له في ماله و مستقبله...

و أن يراقبه في تعاملاته للناس: فيحب الشخص لا يحبه إلا لله ، و العكس صحيح.. و أن يعامله بما يليق به من احترام أو احتقار حسب التزامه بالدين، فلو أن المذنب رأى نظرات الاستياء و معاملة الجفاء ممن حوله لخجل من نفسه و امتنع عن الاستمرار فيما هو عليه.

كما أن الأخلاق السيئة تعدى و تنتشر كالمرض الخبيث حتى تدمر المجتمع بأسره من نواة واحدة فاسدة، فكيف يخاطر الإنسان باختلاطه بأصدقاء دون المستوى لأي سبب من الأسباب؟ فلن يأتي من ورائهم خير أبداً ، كيف يضمن قلبه و القلوب بيد الله؛ و الله يحول بين المرء و قلبه ، هو مقلبها كيف يشاء.. فليتق الله ربه و يترك مواطن الشبهات ؛ فمن ترك شيئاً لله عوضه الله بأفضل منه..


 

ثم إن الأصدقاء الذين هم في مستوى ديني عالٍ أفضل لأنهم سوف يجذبونه إلى سبل الخير و يكونون قدوة صالحة له.


 

و قد يستمع إلى هولاء الذين هم أقل منه دينيا؛ فيميل إليهم ثم إلى يستمع إلى الآخرين فيميل إليهم فيكون مصيره التذبذب و عدم الاستقرار.


 

"إن الحلال بين وإن الحـرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ألا وهي الـقـلب " حديث شريف


 

المقال القادم : تلبيس إبليس.. و فيه نتعرض لأمثلة أخرى من الأمور المتشابهة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق