الاثنين، 7 ديسمبر 2009

تحليل منطقى

"و لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا"


ماذا تفعل لو:

دخلت على facebook لأحد أصدقائك فوجدت بروفايلك فى قائمة هذا الصديق و قد جاورته بروفايل "صورة" لفتاة دون المستوى اللائق ؟

  1. تحزن و تتحسر على هذا الصديق فقط
  2. تشعر بالخجل و الضيق إذ أن وجود اسمك بين نوعيات تلك الفتاة "صديقة صديقك" يعتبر شبهة و تتجنب دخول الانترنت.
  3. تحدث صديقك بصراحة عن استيائك من مثل تلك الصداقات
  4. تهدد بقطع الاتصالات إذا استمر الحال على ما هو عليه
  5. تقوم بحذف هذا الصديق فورا
  6. لا تهتم بالأمر و تقول "هذه حرية شخصية"


    الآن ننتقل إلى تحليل شخصيتك في كل حالة:

    1. أنت سلبي جدا و الساكت عن الحق شيطان أخرس ثم إنك لا تلبث أن تتأثر معاملتك لصديقك ضمنيا بما تحتويه نفسك من استنكار، كما أنك لم تفد هذا الصديق بل آذيته بعدم إرشاده.
    2. أنت من النوع المحافظ الذي لا يتجاوز أبدا في أوامر الله و نواهيه و هذا الشعور طبيعى جداً، و اتقاء الشر كله أطهر و أنفع للإنسان، أنت تغضب فى سبيل الله و غيرتك لله و سوف يكافئك الله على هذا و يعوضك وقتك الذى أضعته بحسن نية فى سبيل نصيحة أهملت أو فكرة أستهين بها ، و لكن ينبغى الاتعاظ فيما بعد فليس كل الناس فى إخلاصك و نقائك..
    3. أنت صريح و صادق، و الصراحة أفضل بكثير، و هذا هو الحل الوسط بين غضبك؛ و حرصك على مصلحة صديقك و إرشاده للصواب.
    4. أنت إنسان شديد فى الحق و تتخذ المواقف الحاسمة.
    5. أنت إنسان قوى، و لكنك تجد الجرأة الكافية لفقد أصدقائك بسهولة و هذا لا يتفق مع الأصالة و الوفاء.
    6. أنت إنسان بلا هوية و لا رأى و لا موقف و ستعيش دون أن تؤثر في الحياة شيئاً.


و الآن نستعرض المواقف المحتملة لرد فعل الصديق في كل حالة

الحالة الاولى و الثانية ... السكوت

  1. الاستمرار فى تلك الصداقات الرديئة.... احتمال كبير
  2. ان يعلمه الزمان أن غض البصر و اتقاء الشبهات فريضة... احتمال وارد بعد فترة.

الحالة الثالثة... التنويه فقط

  1. يغضب و يشحذ همته و يشهر سيفه مستخدما جميع أنواع الدفاع عن النفس و الهجوم على الخصم و لا يعترف ولو بجزء من خطأ ... قد تكون النصيحة جاءت بشكل عنيف مما دفعه لهذا السلوك العدواني لذا يجب التحدث إليه برفق لأن ذلك هو السبيل الوحيد لإقناعه... احتمال وسط
  2. يختلق الأعذار الواهية ليخفى خجله من المواجهة، مع ضيق خفي منك لجرأتك و تدخلك في ما يخصه. و لكنه قد يقتنع في قرارة نفسه.... احتمال وسط

الحالة الرابعة...التنويه و التحذير

  1. يستهين بكلامك و يظهر لك عدم اهتمامه بفقد صداقتك برغم من أن هذا سوف يؤثر فيه و لا شك و لكنه العناد و التكبر... احتمال كبير
  2. يستجيب و يحرص على مشاعرك و يقدر موقفك...احتمال بسيط

الحالة الخامسة... تنفيذ بدون سابق إنذار

سوف يتعجب الصديق لاختفائك، و قد لا يهتم، و قد يقلقه هذا الاختفاء لفترة ثم ينسى الأمر كله.

الحالة السادسة... منتهى السلبية

يبقى الحال على ما هو عليه.


الخاتمة:

إخوتي.. النصيحة الأزلية –أقولها لنفسي قبل أن أقولها لأي إنسان- أصلح ما بينك و بين الله ينصلح حالك، إنك إن تجاوزت - و لو بشيء قليل- سينالك غضب و بعد عن الله و ما أسوأ ذلك و ما أشد ضرره عليك.

كثيرا ما تعجبت بيني و بين نفسي؛ إذ أن من عادتي أن أدعو لإخوتي و أصدقائي عندما أعلم أمنياتهم - أدعو بصدق و تضرع إلى الله - فلا يمضى وقت طويل قبل أن تستجاب الدعوة و يبشرني من دعوت له بتحقق الأماني بكل الفرحة.

و لكن هناك حالات استثنائية و هي التي أتعجب منها الآن... ربما تكون الآن قد خمنت السبب ..

من يتقى الله يجعل له من أمره يسرا و يرزقه من حيث لا يحتسب، و من يتهاون في ذلك هان على الله و لا ينفعه حينئذ أخ و لا صديق...

"إنك لا تهدى من أحببت و لكن الله يهدى من يشاء"


و ندعو بمثل ما دعا به نوح عليه السلام عندما سأل ربه لحظة الطوفان أن ينجى ابنه و قد شاهده يصارع الأمواج، فأخبره الله أنه عمل غير صالح و نهاه أن يسأله ما لا يعلم، فاستغفر ربه و أناب...

"قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم و إلا تغفر لي و ترحمني أكن من الخاسرين"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق