"و لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا"
ماذا تفعل لو:
دخلت على facebook لأحد أصدقائك فوجدت بروفايلك فى قائمة هذا الصديق و قد جاورته بروفايل "صورة" لفتاة دون المستوى اللائق ؟
- تحزن و تتحسر على هذا الصديق فقط
- تشعر بالخجل و الضيق إذ أن وجود اسمك بين نوعيات تلك الفتاة "صديقة صديقك" يعتبر شبهة و تتجنب دخول الانترنت.
- تحدث صديقك بصراحة عن استيائك من مثل تلك الصداقات
- تهدد بقطع الاتصالات إذا استمر الحال على ما هو عليه
- تقوم بحذف هذا الصديق فورا
- لا تهتم بالأمر و تقول "هذه حرية شخصية"
الآن ننتقل إلى تحليل شخصيتك في كل حالة:
- أنت سلبي جدا و الساكت عن الحق شيطان أخرس ثم إنك لا تلبث أن تتأثر معاملتك لصديقك ضمنيا بما تحتويه نفسك من استنكار، كما أنك لم تفد هذا الصديق بل آذيته بعدم إرشاده.
- أنت من النوع المحافظ الذي لا يتجاوز أبدا في أوامر الله و نواهيه و هذا الشعور طبيعى جداً، و اتقاء الشر كله أطهر و أنفع للإنسان، أنت تغضب فى سبيل الله و غيرتك لله و سوف يكافئك الله على هذا و يعوضك وقتك الذى أضعته بحسن نية فى سبيل نصيحة أهملت أو فكرة أستهين بها ، و لكن ينبغى الاتعاظ فيما بعد فليس كل الناس فى إخلاصك و نقائك..
- أنت صريح و صادق، و الصراحة أفضل بكثير، و هذا هو الحل الوسط بين غضبك؛ و حرصك على مصلحة صديقك و إرشاده للصواب.
- أنت إنسان شديد فى الحق و تتخذ المواقف الحاسمة.
- أنت إنسان قوى، و لكنك تجد الجرأة الكافية لفقد أصدقائك بسهولة و هذا لا يتفق مع الأصالة و الوفاء.
- أنت إنسان بلا هوية و لا رأى و لا موقف و ستعيش دون أن تؤثر في الحياة شيئاً.
و الآن نستعرض المواقف المحتملة لرد فعل الصديق في كل حالة
الحالة الاولى و الثانية ... السكوت
- الاستمرار فى تلك الصداقات الرديئة.... احتمال كبير
- ان يعلمه الزمان أن غض البصر و اتقاء الشبهات فريضة... احتمال وارد بعد فترة.
الحالة الثالثة... التنويه فقط
- يغضب و يشحذ همته و يشهر سيفه مستخدما جميع أنواع الدفاع عن النفس و الهجوم على الخصم و لا يعترف ولو بجزء من خطأ ... قد تكون النصيحة جاءت بشكل عنيف مما دفعه لهذا السلوك العدواني لذا يجب التحدث إليه برفق لأن ذلك هو السبيل الوحيد لإقناعه... احتمال وسط
- يختلق الأعذار الواهية ليخفى خجله من المواجهة، مع ضيق خفي منك لجرأتك و تدخلك في ما يخصه. و لكنه قد يقتنع في قرارة نفسه.... احتمال وسط
الحالة الرابعة...التنويه و التحذير
- يستهين بكلامك و يظهر لك عدم اهتمامه بفقد صداقتك برغم من أن هذا سوف يؤثر فيه و لا شك و لكنه العناد و التكبر... احتمال كبير
- يستجيب و يحرص على مشاعرك و يقدر موقفك...احتمال بسيط
الحالة الخامسة... تنفيذ بدون سابق إنذار
سوف يتعجب الصديق لاختفائك، و قد لا يهتم، و قد يقلقه هذا الاختفاء لفترة ثم ينسى الأمر كله.
الحالة السادسة... منتهى السلبية
يبقى الحال على ما هو عليه.
الخاتمة:
إخوتي.. النصيحة الأزلية –أقولها لنفسي قبل أن أقولها لأي إنسان- أصلح ما بينك و بين الله ينصلح حالك، إنك إن تجاوزت - و لو بشيء قليل- سينالك غضب و بعد عن الله و ما أسوأ ذلك و ما أشد ضرره عليك.
كثيرا ما تعجبت بيني و بين نفسي؛ إذ أن من عادتي أن أدعو لإخوتي و أصدقائي عندما أعلم أمنياتهم - أدعو بصدق و تضرع إلى الله - فلا يمضى وقت طويل قبل أن تستجاب الدعوة و يبشرني من دعوت له بتحقق الأماني بكل الفرحة.
و لكن هناك حالات استثنائية و هي التي أتعجب منها الآن... ربما تكون الآن قد خمنت السبب ..
من يتقى الله يجعل له من أمره يسرا و يرزقه من حيث لا يحتسب، و من يتهاون في ذلك هان على الله و لا ينفعه حينئذ أخ و لا صديق...
"إنك لا تهدى من أحببت و لكن الله يهدى من يشاء"
و ندعو بمثل ما دعا به نوح عليه السلام عندما سأل ربه لحظة الطوفان أن ينجى ابنه و قد شاهده يصارع الأمواج، فأخبره الله أنه عمل غير صالح و نهاه أن يسأله ما لا يعلم، فاستغفر ربه و أناب...
"قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم و إلا تغفر لي و ترحمني أكن من الخاسرين"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق