الجمعة، 31 يوليو 2009

عظات و عبر من سورة يوسف

سورة يوسف اشتملت على كثير من الفوائد و العبر، و صدق الله العظيم إذ ختمت السورة بقوله تعالى "إن في قصصهم لعبرة لأولى الأبصار" و من تلك الفوائد:

  • جواز استعمال الحيل و المكايد التي يتوصل بها الإنسان إلى الحقوق كما فعل يوسف حيث ألقى الصواع (إناء الملك) في متاع أخيه ثم استخرجها منه ليوهم بأنه سارق و يبقى أخاه عنده ، إنما الممنوع هو التحايل بالمكر لإسقاط واجب.
  • أنه ينبغي لمن أنعم الله عليه بنعمة بعد شدة و سوء حال أن يعترف بنعمة الله عليه و يتذكر حالته الأولى كما قال يوسف "و قد أحسن بى إذ أخرجني من السجن و جاء بكم من البدو".
  • جواز إخبار الإنسان بما يجد من مرض أو فقر بدون تسخط على قدر الله كما قال إخوة يوسف "يا أيها العزيز مسنا و أهلنا الضر" و لم ينكر عليهم أخوهم يوسف قولهم.
  • الحذر من شؤم الذنب و أن الذنب الواحد يستتبع ذنوباً متعددة فأخوة يوسف لما أرادوا التفريق بين يوسف و أبيه احتالوا لذلك بأنواع من الحيل و كذبوا عدة مرات و زوروا القميص و الدم الذي به و اتهموا الذئب بأكله.
  • الحذر من الخلوة بالنساء التي يخشى منهن الفتنة فإن امرأة يوسف قد كان منها ما جرى بسبب توحدها بيوسف و حبها الشديد له.
  • ينبغي للمرء إذا رأى محلاً فيه فتنة و أسباب معصية أن يفر منها و يهرب ليتمكن من التخلص من المعصية كما فر يوسف هاربا يطلب الباب ليتخلص من شر امرأة العزيز
  • أن المؤمن إذا خير بين أمرين إما فعل معصية و إما عقوبة دنيوية أن يختار العقوبة الدنيوية على اقتراف الذنب الموجب للعقوبة الشديدة في الدنيا و الآخرة.
  • أن من دخل الإيمان قلبه و كان مخلصاً لله في جميع أموره فإن الله يدفع عنه ببرهان إيمانه و صدق إخلاصه الكثير من أنواع السوء و الفحشاء "و هم بها لولا أن رءا برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء إنه من عبادنا المخلصين".
  • لابد للمؤمن البعد عن أسباب الشر و كتمان ما تخشى ضرره و هذا من الأخذ بالأسباب ، كما فى قول يعقوب "يا بنى لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً".
  • لا بأس للإنسان أن يخبر عما في نفسه من صفات الكمال من علم أو عمل إذا كان في ذلك مصلحة و لم يقصد به الرياء أو الكذب لقول يوسف "اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم".
  • أن من وقع في مكروه أو شدة لا بأس بأن يستعين بمن له القدرة على تخليصه و هذا لا يناقض التوكل على الله بل هو من الأمور العادية التي جرى العرف باستعانة الناس ببعضهم كما قال يوسف للذي ظن انه ناج من الفتيين الذين طلبا منه تعبير الرؤيا "اذكرني عند ربك" أي اذكرني عند سيدك ، و لكن كل شيء يقدره الله بحكمة فقد أنسى الشيطان ذلك الفتى طلب يوسف و لم يتذكر إلا عندما طلب الملك تأويل و تفسير رؤيته ".
  • أن الفرج مع الكرب و أن مع العسر يسراً فلما طال الحزن على يعقوب و اشتد به و فقد يوسف و أخاه و مسه الضر و الاضطرار؛ أذن الله بالفرج و تم بذلك الأجر و حصل السرور و عاد إلى يعقوب بصره فإنما يبتلى الله أوليائه ليمتحن صبرهم و شكرهم ثم يوفيهم أجرهم بغير حساب.

إن القصص القرآني زاخر بالعظات و العبر و ما هذه الفوائد إلا نقطة صغيرة في بحر التدبر في قصة يوسف عليه السلام ؛ نسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علماً.


هناك تعليقان (2):

  1. جزاك الله خيرا علي التبيان و التذكير.

    ردحذف
  2. جزانا و إياكم و شكرا لحسن قراءتك للمقال

    ردحذف