التعبير عن المشاعر أبسط حقوق الإنسان خاصة إن كانت مشاعر ضيق مكبوتة تكــــاد تنطلق صرخاتها و تشتعل نيرانها فتأكل سلامة النفس و طمأنينتها و تتركها تتخبط في احتمالات الشر و دروب اليأس.
هل الشكوى حق مشروع أم أن هذا يزيد من حجم المشاكل الأسرية إذا تم التصريح بالمشاكل؟
و المشتكي إليه أنواع:
1- أقارب الطرف الشاكي:
هناك من يسيء استخدام ذلك الحق فيخطئ أخطاء متتابعة مدمرة:
يحكى كل شيء سواء جديد أم قديم.
يبالغ ليرضى غروره أو حسب تشجيع المستمع ليخوض أكثر في سيرة المشكو منه.
يتزايد غضبه نتيجة لذلك و تتضاعف المشكلة و بدلا من أن يراجع نفسه أو يلتمس العذر للطرف الآخر.
يوهم نفسه أنه ضحية و قد يتطور الأمر للتخطيط و اتخاذ قرارات ظالمة بناء على حديث من طرف واحد دعمه مستمع لا يتقى الله يفرح بالمشاكل و تطرب أذنه قصص الخلافات .
يتخذ المستمع موقفا عدائيا و يطلق سهام الشر نحو الطرف الآخر و بالتالي يكون مصرح له بفعل أي شيء: إساءة الاستقبال، الهمس و الغمز، و حدة الكلام و كل هذا يؤدى لنفور المشكو منه من مقابلة هذا المستمع و شركاء الغيبة.
2- الشكوى لصديق:
هذه أفضل من الشكوى للأهل و الأقارب، خاصة إذا كان هذا الصديق أخ كتوم يوثق في عقله و أخلاقه و يحرص على مصلحته و ليس يحيد عن الحق.
و لكن هناك قواعد أخلاقية هامة:
لا يجوز لامرأة مهما كانت الظروف أن تشتكى زوجها لرجل آخر في غيابه إلا أن يكون محاميا مثلا أو لدفع الضر عنها
فمن العيب أن تشتكى المرأة زوجها لصديق أو قريب و تقول هو في مقام أخي؛ لأن ذلك يفتح الباب الأعظم للشيطان.
3- الشكوى لله:
في جوف الليل و الناس نيام..يسمعه الله و تكون الإجابة مؤكدة بكشف الضر و صرف الأذى ، و في لحظات السكون يستطيع الإنسان التفكير بشكل منطقي فلا يهول الأحداث و لا يشتاط به الغضب، بل تهون الدنيا بمشاكلها و أحزانها أمام قدرة الله و هيمنته فوق الخلائق.
قال تعالى في سورة المجادلة:
"قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و تشتكى إلى الله"
اهمس بقلبك أو فكر صامتا
اغمض عينك أو تأمل حوائطا
سيرعاك ربك من لذت به
و يسمعك من فوق سموات عُلا
و يرأف لحالك و يجبر خاطرا
و يذهب الغم .. ما أيسرا
حيٌ لا يموت و ليس غافلا
كريم لا يطرد و لو كنت عاصيا
مؤنس الوحيد و من بات باكيا
حدِث من شئت من بشر فليس مجديا
و هل يملك الإنسان إلا لسانا باليا
و الله يأمر.. كلً مسخرُ
لأمر الله و ما يقدر
مهما كبرت هموم المرء و تكدر
ستنجلي الظلمات و ما تعسر
أبشر دائما فالله أكبر