الخميس، 8 ديسمبر 2011

الانتماء و الحب

الحب له معانٍ مختلفة عند الناس، لكن معناه الحقيقى هو الإحساس بالانتماء المتبادل؛ ففي كل زواج أو علاقة حب يكون الانتماء هوالعامل المشترك.
قد يكون هناك مجموعة من الاهتمامات الذهنية المشتركة أو خلفية اجتماعية متشابهة أو قد لا يكون، لكن في كل حالة يكون فيها الحب عميقا و دائما فلابد أن يوجد شيء ثابت: اثنان يهتم أحدهما بالآخر و يعتني به و يكرس حياته بشدة فى سبيل سلامته، و هذا هو المعنى المقصود بالإحساس بالانتماءالمتبادل.
إنه في جوهره العطاء و الآخذ من كل من طرفي الشركة؛ فأنت تنتمي لإنسان و هو بدوره يتنمى إليك، و الواقع أن ما يحدث في الحب أن كلا من الطرفين يضع كل ما يملك في الحياة مع ما يملك الآخر، فهما شخصان منفصلان كل منهما له شخصيته الخاصة و أخلاقه و تكوينه و مزاجه، و لكن أنتما الاثنين مع ذلك كيان واحد و ما لم تتم هذه المشاركة فإن الحب الحقيقى سيصبح مستحيلا.
و الانتماء ليس معناه الامتلاك ، إذ أن هناك فرقا كبيرا بين هاتين الكلمتين: فالحب لا يعنى إطلاقا ربط طوق أو سلسلة حول رقبة من تحب، و من ثم فإنه لا يمكن امتلاك الحب أو الحبيب أو الزوجة كامتلاك منزل أوسيارة أو قطعة أثاث.
ففي اللحظة التي يدخل فيها هذا الإحساس القهري من الباب يطير الحب من الشباك ، إن حب الشخص لا يتضمن امتلاكه ، و لكن تأكيد وجوده و منحه كل حقوق وجوده كإنسان متفرد بكل سرور، فليس من الممكن أن يحب إنسان آخر حقا ثم يحاول استعباده بالقانون أو برباط الاعتماد أو الامتلاك.
و ليس معنى الانتماء المتبادل آن يكون مسألة قوة أو واجب أو طاعة أو ضمير أو أي نوع من أنواع الضغط داخليا أو خارجيا و إذا وجد يجب أن يكون حراً.
و لتذكر دائما أن الحب و الحرية متلازمان ،فلا يمكن الحصول على أحدهما دون الآخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق