الجمعة، 1 يناير 2010

من عام إلى عام

تتكرر بعض الأيام كل عام منها ما هو مناسبات دينية كيوم عرفة وليلة العيد و رأس السنة الهجرية؛ و منها ما هي فواصل سنوية مثل رأس السنة الميلادية.. أياً كانت تلك الأيام؛ فإن ما يميزها هي تذكرنا فيها حصاد سنة كاملة بخيرها و شرها فهى انقضاء لسنة ليست فقط من عمر الزمان بل عمرنا نحن فالزمان يولد فيه كل يوم ملايين و يموت ملايين أخرى قبور تبلع و أرحام تدفع و الزمن مستمر إلى ما شاء الله.

أما عمر الإنسان فمحدود معدود؛ إذا انقضى لم يعد، أفلا يستحق منا هذا الواقع وقفة مع كل نقطة تكرار لنراجع شريط الذكريات و نحاسب أنفسنا؛ ليس على المستوى اليومي القريب الذي عادة ما يكون حصاد تعاملنا اليومي مع من حولنا من الأفراد، و لكن على المستوى العام و برؤية أشمل؛ ليركز الضوء على ما قدمنا من عمل و أنجزنا من نجاح أو غير ذلك و ما الأسباب و هل كانت قدرية أم بسبب جهل و سوء تصرف؛ فإذا كانت الذاكرة قوية شملت تلك المحاسبة سنوات أقدم قليلاً.

و في كل الحالات لابد أن يضيف ذلك التفكير شيئا و يثمر قرارات و مرارات، فلا شك أن الأسى احتوى بعض هذه الأيام و أحاطتها بعض الأحزان و غالبا ما تطفو تلك الذكريات على السطح، و في كل الأمور لابد للإنسان أن يحمد الله إذ وهبه أياما و فرصا أخرى للتوبة و تعويض ما فات و استغلال وقته بشكل أفضل لدينه و دنياه معاً.

أما الحصاد السياسي و الاجتماعي على مستوى العالم و الذي يملأ الصحف و المجلات مع نهاية العام كإحصائيات و أرقام ، فهو بلا شك مؤلم و الأحوال في انحدار، و ما هو إلا نتاج للشر الذي تغلغل في المجتمع و الأنانية و الظلم الأسود بين تفريط في حقوق الرعية و تضييع للأمانة و تربص الناس بعضهم لبعض ، فلا عجب أن يسلط الله بعضهم على بعض و يذيقهم بأس و شدة الظالمين و من لا يخافون الله، ولا عجب أن تستجيب الطبيعة لأمر ربها فتتسلط عليهم البراكين و الزلازل و الأعاصير، و يبتلى الناس بقلة الثمر و الرزق و ضيق النفوس و قسوة القلوب.

و لا مفر من ذلك كله للمجتمع سوى عودة لأخلاق الإسلام – أخلاق الإنسان الذي خلقه الله على الرحمة بفطرته قبل أن تطمسها المعاصي وتفسدها الأطماع - فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله...فأين نحن من تلك الأخلاق؟ فليسأل الإنسان نفسه: ماذا قدم لغيره؟ ماذا قدم للمجتمع من حوله؟ هل أخلص في عمله؟ هل أدى واجبه تجاه المسئولين منه؟ هل أدى واجبه تجاه نفسه بالتزام أوامر الله أم ظلمها بتعدي الحدود و التفريط في الطاعات؟

فلتكن تلك الكلمات أولى كلمات المحاسبة السنوية..

و كل عام و أنتم بخير.


هناك تعليق واحد:

  1. ممكن نأجل المحاسبة دي شوية كام قرن كده علي الماشي

    ردحذف