قد يكون الإنسان ذا رأى راجح و ذكاء مميز و قدرة كبيرة على اتخاذ القرار الصائب و ما فيه الصالح، و لكن يأتي التردد فيفسد كل شيء إذ تخبو الهمة و يمضى الوقت بلا أي تحقيق للأهداف المرجوة...نعم التفكير و التروي مطلوب و لكن بمقدار؛ لان كثرة التفكير و دراسة العواقب قد يصيب الإنسان بالحيرة الشديدة، كما أن الحياة تتطلب الجرأة و خوض التجارب المجهولة بشجاعة مع الاستعداد لتحمل النتائج أياً كانت؛ فإن كان النجاح فهنيئا له، و إن كان الفشل فقد تعلم و اتعظ، فإن حدوث الشيء أفضل من اللاشيء.
و ما أصدق قول الشاعر:
إذا كنت ذا رأى فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا
و إليكم خاطرة بعنوان "البت و التردد" حول هذا الموضوع للكاتب "أحمد أمين"
"لو سئلت أن تضع قائمة للفضائل بحسب ترتيبها لعددت البت (الحسم) في أولها، أكره ما أكره التردد.... يقدم الرجل رجلا و يؤخر أخرى و يقدم ثم يحجم.. و يحجم ثم يقدم و تفوت بذلك الفرص و تتعقد الأمور.
و كثير من الناجحين في الحياة إنما نجحوا لبتهم لا لترددهم، و يحمل على التردد الهرب من المسئولية فإن العمل تصحبه المسئولية دائماً فهو يفضل ألا يعمل حتى لا يسأل، و هذا عين ما تقع فيه حكومات الشرق تتردد حتى لا تسأل، و تسير على الطريقة المتبعة حتى لا تسأل، و تسأل دائماً عن السوابق حتى تأمن الخطأ. و لذلك قل عندها التجديد، و عندي أن البت مع الخطأ خير من التردد مع الصواب"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق