الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

أشد حبا لله

فى الحديث القدسي

"من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب"

إذا كنت لا محالة ظالماً فاحذر كل الحذر أن تظلم أحد أولياء الله العابدين الطائعين.. فقبل أن يقول "حسبي الله و نعم الوكيل" فإن الله تعالى سوف ينتقم له و يدافع عنه .. إقرأ معى قول الله "إن الله يدافع عن الذين آمنوا"، و قوله "أليس الله بكاف عبده"

بداية... كيف يرقى المؤمن إلى منزلة "ولى الله" ؟

أصل الموالاة القرب و بالتالي يعرف ولى الله بأنه العالم بالله ، المواظب على طاعته ، المخلص في عبادته

كيف ينالها الإنسان؟

السبيل إلى ذلك بزيادة الطاعات بالنوافل و التماس رضاه في كل موقف، مفضلا طاعة الله و إتباع كتابه و سنة نبيه على طاعة نفسه ؛لينال محبة الله و هي غاية المنى و أهم مطلب في الحياة "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"

و تلك المنزلة ليست بعيدة المنال كما يتصور عامة الناس أو مقصورة على الأولين أو الأنبياء بل قد ينالها عابد مخلص بحسن ظنه بالله و كثرة ذكره له و مداومته على العمل الصالح و إن قل؛ المهم أن يتقبل الله و إنما يتقبل الله من المتقين البعيدين عن المحارم و الشبهات.

هل لتلك الولاية من علامات؟

علامات محبة الله للعبد أن تتبع جوارحه أوامر الله فلا يجد مشقة في الطاعة ولا تتمزق نفسه في مقاومتها و منازعتها بين الخير و الشر، تجد سمعه يجتنب سماع اللغو من القول أو اللهو و القول الجاهل أو التصنت عن الآخرين أو حضور مجالس سوء ، و بصره لا يتجه إلا لما أمر الله به و يبتعد تلقائيا عما هو محرم، و يده لا تتحرك إلا في طاعة الله و لا تمتد لإيذاء أحد إلا بالحق ، و رجله لا تمشى إلا في سبيل الكفاح المشروع في الحياة و العمل الشريف ليعول نفسه و من يعول أو للمسجد أو مساعدة الغير و السعي في حاجات الآخرين أو صلة الأرحام و غير ذلك من المساعي الحميدة؛ لا إلى معصية أو أماكن اللهو و الفجور، فكأن كل جوارحه و أعضاء جسمه- التي ستشهد عليه و تنطق يوم القيامة- تعاونه في طاعة الله و بلوغ مرضاته.

ما هي جوائز أولياء الله؟

  1. يكون مستجاب الدعوة

    إذا كان لديك مصباح علاء الدين السحري ستكون في منتهى السعادة لأنك تضمن أن كل ما تريده و تتمناه سيتحقق، فإذا ضمن لك أن كل ما ستدعو به سوف يتحقق مع شيء زيادة أفضل: هو أن يتحقق فقط ما فيه الخير و الصالح لك؛ أليست تلك هبة و نعمة كبرى من الله؟ تلك خاصية يختص بها الله أولياءه المخلصين.

  2. يعيذه الله و يحفظه من كل سوء:

    الشرور تحيط بالإنسان من كل جانب؛ منها شرور طبيعية من مصائب قدرية كالحرق و الهدم و المرض و كل ما يستعاذ منه، و منها شرور البشر و مكرهم، و يكرم الله سبحانه أولياءه بحفظهم من كل تلك الشرور بحفظه و عنايته.

  3. لا خوف عليهم و لا يحزنون:

    ألا ما أعظمها من جائزة؛ تزول أسباب الخوف و القلق الذي يعصف بحياة الإنسان فيجعل حياته تفكيرا مضنياً مرهقاً يحول بين التمتع بقيمة و جمال الحياة، و لشدة إيمانهم و تسليمهم بأمر و قضاء الله فإنهم لا يحزنون أبدا لأن الله اختار لهم الأفضل حتى و إن اختلف ظاهر الأمر و لكنه اليقين الذي يملأ نفوسهم.


     

    و لتكن البداية أن يتغلب حب الله في نفوسنا على حب من سواه، فقد قضى الله أنه من انشغل عن الله بشيء عذب به و لابد.


     

    و صدق الله تعالى "و الذين آمنوا أشد حبا لله"

اللهم إنا نسألك حبك و حب من ينفعنا حبه عندك.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق