السبت، 9 مايو 2009

عندما تعجز النفس

العجز..ليس فقط العجز البدني عن القيام بمهام الحياة الضرورية

و لكن هناك أيضاً العجز النفسي...

من أصعب أنواع العجز النفسي أن تعجز عن تغيير الواقع من حولك بحروبه و صراعاته خاصة عندما ترى جرحى الحروب من الأطفال الأبرياء فلا تستطيع إبعاد الألم عنهم أو منع شبح الخوف و الرعب من السيطرة عليهم..

و بعضها له علاج :

مثل العجز عن تقويم النفس وإصلاحها و إلزامها بالطريق المستقيم؛ فعلاج ذلك الاستزادة من الإيمان و ملازمة الأصدقاء الأخيار و تذكر الآخرة و ما بها من أهوال.

و عند العجز عن التحكم في مشاعر الغضب وعدم كبت الانفعالات التي تنطلق فتصيب عباد الله في الصميم ، فعلاج ذلك أن نتذكر قول الرسول الكريم "ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" ، و الغضب جنون ،وكما أن الغضب من الشيطان ؛ والشيطان من النار فالوضوء يطفئ الغضب.


و كذلك العجز عن هداية شخص عزيز تراه ينجرف في تيار بعيد بعد ما نصحته مراراً و تكراراً فلم يستجب ففي هذه الحالة لا تحزن و لا تبتئس فليس هذا فى مقدورك، قال تعالى "إنك لن تهدي من أحببت و لكن الله يهدى من يشاء".


و عند العجز عن نسيان ذكرى أليمة لا تلبث أن تنضم إلى أخواتها من الذكريات عند تداعى الأحزان، فاعلم أنما أصابك من أحداث أليمة حدث بعلم الله ؛ و الله أرحم بك لأنه خلقك و إنما لكل شيء حكمة علمها عند الله ، قال تعالى:"و من يؤمن بالله يهد قلبه" ، كما أن كل شيء مكتوب في كتاب قبل حدوثه "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها *إن ذلك على الله يسير".


أما إذا عجزت عن التعبير عن مشاعرك لأشخاص تحبهم لأنهم غادروا الحياة ؛ فيمكن الدعاء لهم و تقديم الصدقات بنية أن يصلهم ثوابها و البر بأهلهم و أصدقائهم.

و في جميع الحالات..عندما تشعر أنك مكتوف اليدين لا حول لك و لا قوة؛ فأنت لا تملك حينئذٍ سوى الدعاء و التضرع إلى الله ، و اسأله باسمه "البر الرحيم" كما قال تعالى:" وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين * فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم * إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم".

فالله هو وحده القادر على كشف الضر و التحويل.


هناك تعليق واحد:

  1. و هناك ايضا العجز عن كتابة تعليق مناسب :)
    و من الدعاء المأثور
    "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن, وأعوذ بك من العجز والكسل, وأعوذ بك من الجبن والبخل, وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال"

    ردحذف