السبت، 2 مايو 2009

الشعر و الفلسفة

سيد قطب مشهور كداعية و كاتب إسلامي قدير قدم لنا تفسيره للقرآن الكريم "في ظلال القرآن" و عدة كتب إسلامية ، و لكنه في مرحلة سابقة من حياته كان أديباً ناقداً يكتب المقالة النقدية و الشعر و القصة و له إنتاج كبير من الشعر و كذلك آراء هامة في مفهوم الشعر و الشعراء ، سوف نتعرض لها هنا:

الشعر
هو فرع في شجرة الفنون الجميلة هدفه نقل العاطفة لترتقي بالنفس الإنسانية إلى ما هو أسمى من المعهود و المألوف فهو مثل الرسام يخلع على الصورة ظلاً من نفسه و خياله و تظهر فيه صورة شخصيته بوضوح.

الشاعر
شخصية ممتازة حساسة شديدة الحساسية عميقة الشعور و هو إنسان متفوق على غيره من البشر تجتمع له خصائص ترفع قدره فوق قدر غيره من الناس.

و الشاعر الحقيقى من يدرك من خفي العلاقات ما لا يدركه العامة و يتفرد بالشعور بالكون و الحياة و هذا هو التميز.

و يفرق بين شعر الشخصية و شعر الصنعة بأن الأول ينقل الطبيعة كما تحسها الشخصية أما شعر الصنعة فيكتفي بتسجيل الحوادث أو العناية بالأوصاف و المشاهد بدون أن يحمل سمات شخصية الشاعر مثل التصوير الفوتوغرافي و بالتالي يكون شعر الشخصية أفضل من شعر الصنعة.

كيف يتولد الشعر؟ يبدأ بالتأثر بما يقع في النفس ليحدث الانفعال الذي يتحدد بمدى حساسية الشاعر ثم يتبلور الانفعال إلى كلمات ذات إيقاع خاص ، و لحظات الإلهام هي لحظات ممتازة على جوانب راقية من الكون و النفس الإنسانية لأن للحياة نبعاً و الأديب الممتاز هو رسول متصل بهذا النبع.

الشاعر و الفيلسوف
الفيلسوف يعتزل الحياة و يسجل حركاتها من بعد بينما الشاعر يعيش الحياة متفاعلاً معها ليتحدث عن إحساسها و شعورها و الذي يشعر أفضل من الذي يشاهد ، فالعاطفة أكثر صدقاً في التعبير عن الحياة من العقل، و العاطفة ألصق بالشعر كما أن العقل روح الفلسفة و أداتها ، و مع ذلك فالفلسفة و الشعر ضروريان لا يغني أحدهما عن الآخر و لكن الشعر أفضل لأنه ينفذ إلى بواطن الأشياء و يعبر عنها تعبيراً موحياَ غير مباشر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق