الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

الشكوى بين الانطلاق و الكبت

التعبير عن المشاعر أبسط حقوق الإنسان خاصة إن كانت مشاعر ضيق مكبوتة تكــــاد تنطلق صرخاتها و تشتعل نيرانها فتأكل سلامة النفس و طمأنينتها و تتركها تتخبط في احتمالات الشر و دروب اليأس.

هل الشكوى حق مشروع أم أن هذا يزيد من حجم المشاكل الأسرية إذا تم التصريح بالمشاكل؟


 

و المشتكي إليه أنواع:

1- أقارب الطرف الشاكي:

هناك من يسيء استخدام ذلك الحق فيخطئ أخطاء متتابعة مدمرة:

  • يحكى كل شيء سواء جديد أم قديم.
  • يبالغ ليرضى غروره أو حسب تشجيع المستمع ليخوض أكثر في سيرة المشكو منه.
  • يتزايد غضبه نتيجة لذلك و تتضاعف المشكلة و بدلا من أن يراجع نفسه أو يلتمس العذر للطرف الآخر.
  • يوهم نفسه أنه ضحية و قد يتطور الأمر للتخطيط و اتخاذ قرارات ظالمة بناء على حديث من طرف واحد دعمه مستمع لا يتقى الله يفرح بالمشاكل و تطرب أذنه قصص الخلافات .
  • يتخذ المستمع موقفا عدائيا و يطلق سهام الشر نحو الطرف الآخر و بالتالي يكون مصرح له بفعل أي شيء: إساءة الاستقبال، الهمس و الغمز، و حدة الكلام و كل هذا يؤدى لنفور المشكو منه من مقابلة هذا المستمع و شركاء الغيبة.


 

2- الشكوى لصديق:

هذه أفضل من الشكوى للأهل و الأقارب، خاصة إذا كان هذا الصديق أخ كتوم يوثق في عقله و أخلاقه و يحرص على مصلحته و ليس يحيد عن الحق.

و لكن هناك قواعد أخلاقية هامة:

لا يجوز لامرأة مهما كانت الظروف أن تشتكى زوجها لرجل آخر في غيابه إلا أن يكون محاميا مثلا أو لدفع الضر عنها

فمن العيب أن تشتكى المرأة زوجها لصديق أو قريب و تقول هو في مقام أخي؛ لأن ذلك يفتح الباب الأعظم للشيطان.


 

3- الشكوى لله:

في جوف الليل و الناس نيام..يسمعه الله و تكون الإجابة مؤكدة بكشف الضر و صرف الأذى ، و في لحظات السكون يستطيع الإنسان التفكير بشكل منطقي فلا يهول الأحداث و لا يشتاط به الغضب، بل تهون الدنيا بمشاكلها و أحزانها أمام قدرة الله و هيمنته فوق الخلائق.

قال تعالى في سورة المجادلة:

"قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و تشتكى إلى الله"


 

اهمس بقلبك أو فكر صامتا

اغمض عينك أو تأمل حوائطا

سيرعاك ربك من لذت به

و يسمعك من فوق سموات عُلا

و يرأف لحالك و يجبر خاطرا

و يذهب الغم .. ما أيسرا


 

حيٌ لا يموت و ليس غافلا

كريم لا يطرد و لو كنت عاصيا

مؤنس الوحيد و من بات  باكيا


 

حدِث من شئت من بشر فليس مجديا

و هل يملك الإنسان إلا لسانا باليا


 

و الله يأمر.. كلً مسخرُ

لأمر الله و ما يقدر

مهما كبرت هموم المرء و تكدر

ستنجلي الظلمات و ما تعسر

أبشر دائما فالله أكبر


 

الثلاثاء، 28 يونيو 2011

كثيرات الحدود

فى التاسعة مساء جاءتنى ابنتى مستغيثة بى من الدرس الأخير فى الجبر..هكذا فى ليلة الامتحان؟ نعم هذه ابنتى تؤجل كل شيء حتى لا يبقى وقت لأى شيء

المهم ؛ و نظرا لاني لا املك أن أرفض لها طلبا حتى لا تنهار نفسيا ، فقد استجبت لها ؛ فلا يمكن أن أنفث عن غضبى و أطلق كمية اللوم و التأنيب التي تستحقها لإهمالها فى تنظيم الوقت؛ الأمر الذي جعلها تؤجل فهم الدرس لليلة الامتحان و هذا مرفوض أكيد لأن الجبر و الهندسة يحتاجان فترة لاستيعاب النظريات و الحل الكثير عليها


 

و لكن ما هو ذلك الدرس الأخير؟ أقبلت على الكتاب أملا فى أن يكون درسا سهلا لازلت أتذكره من طفولتي البعيدة و لكنى فوجئت بشيء ضخم اسمه "كثيرات الحدود"

شيء بشع له بسط و مقام : البسط مجموعة أقواس مضروبة أشكالا و ألواناً

و المقام كذلك..

و المطلوب تبسيطها عن طريق: تحليل البسط و المقام للعوامل الاولية ثم اختصار الناتج بشطب المتشابه بسطا و مقاما

و بعد الصدمة حاولت التزام الهدوء و ان افهم الموضوع اولا حتى أستطيع ان ابسطه و أحوله لمجموعة خطوات أصبها فى عقل ابنتى حتى تنفذها بالحرف فى الامتحان (انقاذ ما يمكن إنقاذه).

قد يمل القارئ؛ فحتى الآن لم أدخل فى صلب الموضوع، و بالتأكيد هذه ليست مقالة في الأهرام التعليمي لكنى وصلت لحكمة هامة جدا

بعد هذا الدرس و هى:

الحياة معادلة كثيرة الحدود : بسطها أولا ثم تخلص من المشاكل المتناظرة تصل إلى ابسط صورة و غالبا ما تساوى واحد، أى أن الحياة متعادلة، بقدر ما بها من ألم و جهد و عناء بقدر ما تصل يوما ما و تنعم بالراحة..

لكن إذا وقفت أمامها كما هى اصطدمت بتعقيدها و ضربت أرقاما فى أرقام ، و جمعت و ربعت و طرحت ثم فى النهاية نفس الناتج عند التبسيط، فأى الاسلوب تفضل إذا علمت أن الناتج واحد؟


 

الاثنين، 30 مايو 2011

سن الأربعين بين العلم و الدين

إذا كنت قد شارفت على الأربعين أو تخطيتها فسارع بتجديد التوبة و الإنابة إلى الله و تكرار الدعاء القرآنى التالى عسى الله أن يغفر لك ما سلف و يصلح لك الخلف.

قال الله تعالى فى سورة الأحقاف "حتى إذا بلغ أشده و بلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على و على والدى و أن أعمل صالحاً ترضاه و أصلح لى فى ذريتى إنى تبت إليك و إنى من المسلمين"


 

سن الأربعين هو سن بلوغ الأشد أى استكمال القوة و العقل و ذلك غاية الكمال و النضج الفكرى ؛ و يسمى فى الطب العمر المتوسط و هو الحد الفاصل بين الشباب و الكهولة التى تمتد إلى الشيخوخة.

و تؤكد المصادر العلمية أن نمو الدماغ يكتمل لدى الإنسان فى سن الأربعين حيث أن خلايا الإنسان تكتمل و تجاربه فى الحياه تكون ذاخرة و كثيرة، فهو فى ذلك السن يكون قد حصل على رصيد مناسب من الخبرات المختلفة التى تصقله و تهذبه و ترشده للطريق القويم.

و يكون وصل إلى مرحلة من الاستقرار النفسى و الاجتماعى، و غالباً ما يكون قد تزوج و أنجب و ذاق معنى الأبوة بما تحتويه من حب و شفقة و خوف و إحساس بالمسئولية تجاه تلك النبتة الصغيرة و ما يحيطها فى الحياه من عواصف و أنواء، فلا يملك إلا أن يدعو الله لهم بالصلاح و الهداية ؛ و يكون قد استقر فى عمله فتراجع عن الجرى و اللهث وراء الوظيفة و تحديد المصير؛ ليقف مع نفسه قليلاً فى هدوء و تأمل لينتبه لما أعد لآخرته و ليستعد لها بالعمل الصالح و التوبة و الإنابة حيث يكون قد برأ و أفاق من حمى الشباب و فورته و ثورته ليعيد تقييم الأمور من حوله بصورة أكثر شمولاً و حكمة.


 

كانت البعثة النبوية فى سن الأربعين حيث نزل الوحى على الرسول و هو مستعد لتحمل أعباء الرسالة و النهوض بواجبه فى سييل الدعوة إلى الله. ؛ و قد استخدم بعض العلماء رقم "أربعين" فى أسماء مؤلفاتهم مثل النووى فى كتابه "شرح الأربعين النووية" و الغزالى فى كتابه "الأربعون فى أصول الدين"

و في تفسير ابن كثير "يتناهى عقله و كمال فهمه و حلمه و لا يتغير الإنسان غالباً عما يكون عليه عند سن الأربعين ؛ و سأل أحد السلف متى يؤخذ الرجل بذنوبه قال : إذا بلغت الأربعين سنة فخذ حذرك.

و قال بعض السلف: تركت الذنوب أربعين سنة حياء من الناس و تركتها أربعين سنة حياء من الله.

و فى الآية التالية "أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا و نتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذى كانوا يوعدون"

حيث تظهر فيها نتيجة قبول الله تعالى لهؤلاء التائبين إليه المستدركين لما فاتهم من تقصير بالإنابة إليه و الاستغفار حيث يتفضل الله عليهم بالتوبة، و التجاوز عن السيئات و بلوغ غاية المنى و هى دخول الجنة ؛ و هذا وعد من الله ووعد الله حق و صدق و من أصدق من الله حديثا؟


 

الوعود كثيرة و لكن الصادق منها قليل، فقد يعد المنافق وعداً ثم يخلفه، و قد يعد الإنسان وعداً ثم ينساه أو ينوى تحقيقه و لكنه يعجز ؛ أما وعد الله فهو وعد الصدق فالله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون.

فسبحان الله العظيم؛ إن الفلاح كله فى الثقة بوعد الله، و تكذيب وعد الشيطان فإنه مخلوف مكذوب، و مصير من اتبع وسوسته الندم و الحسرة ..

لنتأمل هذا المشهد القرآني للشيطان و أتباعه يوم القيامة:

"إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم و ما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلومونى و لوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم و ما أنتم بمصرخى إنى أخاف الله رب العالمين"

و كفى بالله وكيلا..


 

الأربعاء، 13 أبريل 2011

مؤنس كل وحيد

يا مؤنس كل وحيد..يا قريبا غير بعيد.. يا منتهى كل شكوى.. يا صاحب كل نجوى

كثيرا ما يشعر الإنسان بالوحدة، و أن لا يوجد آخرين يحبونه أو يهتمون به إلا لمصلحة أو نفاق لتسير الحياة.

أو أن من يهتم بهم لا يهتمون به، أو أنه لا يستطيع أن يصل من يود الاتصال بهم... و كثير من المواقف المتشابهة.

كيف يشعر الإنسان بالوحدة و معه الله أينما كان ، فقط عليه أن يذكر الله فيذكره..

إن ذكره خفية فقد ألهمه الله الإخلاص و الخشوع.

و إن ذكره فى ملأ ذكره الله فى من هو خير منه؛ الملائكة الأطهار، و إن ذكره طمأنه و ألقى السكينة فى قلبه و ذهبت عنه الوحشة و الضيق.

كيف يشعر بالعجز و الهوان؟ و معه الله القوى القاهر فوق عباده، المعز له بعزته و نصره.

من يريد ودهم هم مملوكون لله؛ يسيرهم حيث يشاء، و يوجه قلوبهم إلى حيث يريد، فيأمرهم بحسن معاملة ذاك الشخص أو الإساءة إليه، و القسوة معه أو الإعراض عنه، فمن فضل رضا الله عن رضا الناس أعزه الله و أعطاه مراده

و من آثر رضا الناس على رضا الله؛ أوكله الله إلى الناس يذيقونه ذلة و مهانة.


 

للمحبين الذائبين شوقا،

للمعذبين من تركهم المحبون تركا،

و المبعدين عن مناهم هجرا،

و من ذاقوا الذل دهرا،

لهم جميعا عزاء و صبرا

ذكر الله نبراسا و فرجا

و راحة للقلب و أجرا

حتى يقدر الله أمرا


 

الأربعاء، 6 أبريل 2011

ملكة جمال الشرفات

الشرفة هي المخرج الرئيسي للنساء و ربات البيوت أو العاملات، لرؤية العالم من أعلى ، و ربما لفتح دوائر الحوار مع الجارات القريبات من خلال نشر مشترك،

إنهن ينهين رحلة غسل الملابس – و إن كانت الآن تتلخص في إدخالها و إخراجها من الغسالات الأوتوماتك – و يقنعن أنفسهن بأنهن يقمن بأداء الواجب المنزلي على أكمل وجه فنرى الفن ظاهرا في طريقة النشر.

إن شكل الحبال سواء مشدودة أو غير ذلك ربما دل على وجود رب أسرة مهتم بأمور بيته؛ فيتبرع بتجهيز الحبال كلما أنهكها الزمن و تحطمت جزيئاتها و تآكلت بفعل الشمس و الحرارة، ربما كان على المعاش أو من محبي الأعمال المنزلية، أو يقوم بذلك أحد الأبناء البررة بأمهاتهم بشكل دائم أو على فترات و لأسباب تتعلق بزيادة المصروف أو السماح بالخروج،

أو تقوم السيدة بذاتها بهذه المهمة إن كانت تتمتع بقوة بدنية عالية و لا تخاف الأماكن العالية – فى جميع الأحوال استقامة الحبال عنصر رئيسي لغسيل متناسق متواز.

و إذ تبدأ السيدة في النشر تنظر إلى السماء لاستطلاع الأحوال الجوية لاتخاذ القرار المناسب باختيار مكان النشر في الداخل أم الخارج اتقاء للخروج في منتصف الليل من الدفء إلى عواصف الليل لإنقاذ الملابس من البلل إذا فاجأها المطر.

ثم تقرر من بين تل الملابس أي الملابس ستبدأ بها ، هل ستدمج قطعتين بمشبك واحد مشترك أم أن لكل قطعة مشبكين حسب كثافة الملابس؛ الأغلب أن ربات البيوت يغسلن في أوقات متقاربة بحيث تكون الكمية أقل في المرة الواحدة، المهم أن السيدة بعد أن تقوم بنشر الغسيل تكافئ نفسها عادة بنظرة شاملة دقيقة للشرفات حولها في مجال النظر، باحثة عن منظومة للنشر أجمل مما تعرضه هي في شرفتها، تتبعها نظرة رضا للحبال مرصوصة عليها الملابس تهتز سعيدة مع الهواء خاصة بالليل حيث تبرق أضواء النجوم و أنوار الليل و تلقى بسحرها على الملابس.

و لا مانع لديها من تأمل ستائر الشرفات الخارجية، و التي باتت ضرورية للحفاظ على الخصوصية هذه الأيام حيث تتقارب الشرفات و تتلاصق، و إن كانت الستائر القماشية هي الأشد ضعفا و الأسرع تمزقا بالرغم من صعوبة تعليقها و تركيبها، فسرعان ما تتحول إلى شرائح طولية (و هي في الغالب مطبوعة على شكل خطوط طولية) و نسيج غير مترابط و فتلات متناثرة، فتظل كذلك دهرا إلى أن يأذن الله و يتم استبدالها بأخرى لاستكمال دورة الحياة.

إن السيدة تكون في حاجة لأن تتأمل هدوء الليل و سكونه، و تشعر بمتعة أن تكون في المنزل تنعم بالراحة بينما يسعى آخرون لبيوتهم و هم في عجلة من أمرهم – ربما خوفا من المجهول في عالم يسوده الشك و عدم الطمأنينة – حتى يصلوا بيوتهم بسلام.

حياة النساء مملوءة بالمشاغل، ربما كانت صعبة أو متعبة، لكنها فائدة بالتأكيد أن يستغرقن أوقاتهن في القيام بمتطلبات الحياة و التعايش مع المسئوليات المنزلية؛ حتى لا يتركن عقولهن لدوامة التفكير و الهموم.


 

الاثنين، 21 مارس 2011

دموع للبيع

العين ما هي إلا وعاء للدموع؛ تتأثر النفس فتفيض العيون، و إذ أن لكل وعاء مدخل و مخرج و سعة محددة؛ فلا يمكن خروج إلا بمقدار أقل من أو يساوى ما تم دخوله أو إنتاجه...


 

في المرة الأخيرة قال لي الطبيب: حذار أن تكوني أتيتى لنفس السبب؛ جفاف العين ...فقد حفظني الطبيب بعلتي المعتادة جفاف شديد و ألم لا يستجيب للعلاج

و الحل بسيط دموع صناعية أو بالمصطلح الطبي tears natural

و هي البديل لنفاذ الدموع التي تصنعها العين بوضع قطرات من مادة لزجة مرطبة و معقمة للعين تقلل من الاحتقان و الجفاف المؤلم لها خاصة في المساء.

و لكن أليست الوقاية أفضل من العلاج؟ هل يمكن إيقاف سيل الدمع الذي يفاجئني بين الحين و الحين؛ فلا أستطيع منعه مهما كانت الأسباب، و مهما بلغت كلمات الإقناع التي أحدث نفسي بها، فالحزن غلاب و ما أقسى أن تعانى من آلام بالعين و الرأس ثم تغلبك دموعك لتزيد الألم و الاحتقان.


 

و لأن التغيير مطلوب، و لا يبقى حال الدنيا على ما هو عليه، فلا شقاء يستمر و لا نعيم مستقر و لكل ظلم نهاية مهما طالت الأيام،،، فقد حدث تغيير كبير ...

بدلا من شراء تلك الدموع الصناعية استبدلتها بنوع جديد نزل للأسواق هو إنعاش الدموع refresh tears !


 

و ما زلت أكافح و أقنع نفسي بكف الدموع و النسيان.


 

الجمعة، 18 مارس 2011

سقوط الإسكندرية

في الحادي عشر من فبراير عام 2012

جاء هذا النبأ في نشرة التاسعة:

انهارت نصف عمائر الإسكندرية على رءوس السكان بعد ظهور شروخ كبيرة و طولية و أفقية و جانبية ، و عقب صمت طويل للسكان القدامى و تجاهل تام من السكان الجدد الذين سكنوا فى الأدوار العليا التي ارتفعت منذ نحو عام.

و حيث أن طبيعة الإسكندرية مدينة ساحلية رطبة؛ فلم تتحمل المنازل أوزان الأدوار الزائدة، و التي بناها أصحاب العمائر الأذكياء في سرعة شديدة جدا، و ذلك خلال انشغال الأمن و الجهات الرقابية في المدينة عقب احتراق الأحياء و مراكز الشرطة فى تحطيم أمنى همجي منظم من البلطجية و أصحاب النفوس الضعيفة.

و تقدم المحافظ الجديد و المحافظ القديم (الموجود بالمستشفى البحري التي يرقد بها عقب صدور حكم بمصادرة أمواله و احتمال قضائه فترة عقوبة مشددة فى السجن) بخالص التعازي لأسر الضحايا و سوف يتم صرف تعويضات لهم من صندوق الكوارث الذي خصصته الدولة من فوائد الأموال المنهوبة عقب استرداد ثروة مبارك و حرمه و أولاده من البنوك الأجنبية في الشهر الماضي.

و سوف يتم إيقاف الدراسة كإجراء احترازي، و استغلال المدارس كمقرات سكن مؤقتة لمن نجا من سكان العمائر المنكوبة، و يتم صرف بطانية و غلاية صغيرة لعمل الشاي لكل أسرة بواقع بطانية لكل فردين و غلاية لكل أسرة، و يتم توزيع وجبات طعام مجانية عليهم لحين وصول التبرعات و الإغاثة الدولية.

و من الجدير بالذكر أن الانهيار حدث خلال الاحتفالات التي أقيمت في الذكرى السنوية لتنحي مبارك حيث انطلقت في تمام الخامسة مساء الصواريخ و رفرفت الأعلام في سماء الإسكندرية. و خرج الملايين للكورنيش لإحياء تلك المناسبة السعيدة، و ساعد هذا على تقليل حجم الخسائر في الأرواح.