فى التاسعة مساء جاءتنى ابنتى مستغيثة بى من الدرس الأخير فى الجبر..هكذا فى ليلة الامتحان؟ نعم هذه ابنتى تؤجل كل شيء حتى لا يبقى وقت لأى شيء
المهم ؛ و نظرا لاني لا املك أن أرفض لها طلبا حتى لا تنهار نفسيا ، فقد استجبت لها ؛ فلا يمكن أن أنفث عن غضبى و أطلق كمية اللوم و التأنيب التي تستحقها لإهمالها فى تنظيم الوقت؛ الأمر الذي جعلها تؤجل فهم الدرس لليلة الامتحان و هذا مرفوض أكيد لأن الجبر و الهندسة يحتاجان فترة لاستيعاب النظريات و الحل الكثير عليها
 
و لكن ما هو ذلك الدرس الأخير؟ أقبلت على الكتاب أملا فى أن يكون درسا سهلا لازلت أتذكره من طفولتي البعيدة و لكنى فوجئت بشيء ضخم اسمه "كثيرات الحدود"
شيء بشع له بسط و مقام : البسط مجموعة أقواس مضروبة أشكالا و ألواناً 
و المقام كذلك..
					
و المطلوب تبسيطها عن طريق: تحليل البسط و المقام للعوامل الاولية ثم اختصار الناتج بشطب المتشابه بسطا و مقاما 
و بعد الصدمة حاولت التزام  الهدوء و ان افهم الموضوع اولا حتى أستطيع ان ابسطه و أحوله لمجموعة خطوات أصبها فى عقل ابنتى حتى تنفذها بالحرف فى الامتحان (انقاذ ما يمكن إنقاذه).
					
قد يمل القارئ؛ فحتى الآن لم أدخل فى صلب الموضوع، و بالتأكيد هذه ليست مقالة في الأهرام التعليمي لكنى وصلت لحكمة هامة جدا
 بعد هذا الدرس و هى:
الحياة معادلة كثيرة الحدود : بسطها أولا ثم تخلص من المشاكل المتناظرة تصل إلى ابسط صورة و غالبا ما تساوى واحد، أى أن الحياة متعادلة، بقدر ما بها من ألم و جهد و عناء بقدر ما تصل يوما ما و تنعم بالراحة.. 
لكن إذا وقفت أمامها كما هى اصطدمت بتعقيدها و ضربت أرقاما فى أرقام ، و جمعت و ربعت و طرحت ثم فى النهاية نفس الناتج عند التبسيط، فأى الاسلوب تفضل إذا علمت أن الناتج واحد؟
				 
 
 
 المشاركات
المشاركات
 
 

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق