الخميس، 17 فبراير 2011

تحيا مصر

أقام الزملاء حفلا بهيجا بمناسبة لا تتكرر إلا كل عدة عقود ، مناسبة عامة جدا، و هامة جدا، عيد ميلاد المصريين ، عيد الثورة البيضاء ، ثورة الشباب و المثقفين ضد القهر و الظلم المبين.

في الصالة رأيت البالونات الحمراء و البيضاء و السوداء تتدلى ، و في كل ركن يوجد علم، و فوق السبورة كلام في حب مصر،،،،


 

تحدث زميل من مدينة التحرير العظيمة، حيث انه شاهد عيان على تلك الملحمة العظيمة

قال لنا أنه لم يقدم شيئا لأنه لم يحضر منذ أول يوم لكن كان نصيبه فقط عصا بالشومة (لذا جاء حليق الرأس)، لكن البطولة حقا هي المواجهة ثم المواجهة و الإصرار، قال أن هؤلاء المتظاهرين كانوا على استعداد لأن يظلوا هناك في الميدان عشر سنين حتى يحققوا ما يريدون و إلا فإنها ستكون فاشلة

قارنها بعدة ثورات مثل ثورة 1919 – ثورة الجيش 1952 و غيرها ووصفها بأنها ثورة كاملة شملت كل فئات الشعب.


 

لكن العجيب بالرغم من تباين صفاتهم و ديانتهم و أعمارهم إلا أنهم كانوا في تلاحم كامل، لا مشاكل مطلقة بينهم، الكل يقدم للآخر و يعينه، لقد أراد زميلنا أن يشترى طعاما ليستعين به في أيامه هناك، لكن الطعام المقدم لهم من المتطوعين محبي مصر كان يفيض، تنظيم بدون كلام، تعاون كل بمقدار ما يتقن و يستطيع ، فخرجت ثورة مكتملة الأركان ، و أذن الله لها بالنجاح ،و ألقى في قلوب الذين ظلموا الرعب و الخذلان و سوء الختام.


 

لقد استصغر زميلنا ما قدمه بالنسبة لمن رآهم هناك و من حضروا منذ اليوم الأول و استماتوا بشجاعة غير متوقعة, و الجميل أنهم كانوا على وعى كامل بتفكير القيادات العليا و المخاطر التي كانوا سيتعرضون لها إن استمر النظام الحالي بكل أو بعض رجاله، و الحيل التي قد يلجأ إليها المسئولون للتهدئة الوقتية للأمور توقعها المتظاهرون و عملوا على اتقائه خشية أن يزج بهم في المعتقلات بمجرد أن تنفض المظاهرات و تتفرق الحشود.


 

خلال ذلك تأملت بعين الفنان علم مصر، طائر (العقاب) وسط العلم كيف أنه شامخ و عظيم، فكرت فيمن صمم العلم بهذا الشكل البديع البليغ المعاني؟ (كان رمزا للدولة الأيوبية و ينظر ناحية اليمين للتيمن و المباركة) قدم العقاب و ذيله و جناحه القوى كله مرسوم بخطوط سوداء و خلفية صفراء و فى قلبه تستقر ألوان العلم الثلاثة.


 

تحدث زميل آخر عن التاريخ ، و كيف أننا كنا نمر عليه مر الكرام إذ أفقدنا الظلم المستمر الإحساس بالأمل في التغيير و كيف أننا نحتاج جميعا إلى الشعور بالانتماء ، و أي انتماء أحب إلينا من الانتماء للوطن الذي يحتوينا و نستمد منه أماننا و كرامتنا.

أتذكرون الهجرة إلى المدينة، كيف كان التعاون و الحب بين المهاجرين و الأنصار في دولة الإسلام الحديثة، ألم يمن الله عليهم بالألفة؟ "و وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ"، تلك الألفة و ذلك الإيثار هو المفتاح الحقيقى للنجاح و عبور الأزمات.


 

و الهدايا: أعلام صغيرة ما أغلاها و أجملها، و صندوق لتجميع أفكارنا مكتوبة للنهوض بمصر لمناقشتها فيما بعد، و آخر للهبات على روح شهداء الثورة.


 

فجأة أحسست أن بيتي واسع

اننى امتلك أراضٍ و أفدنة

و أن المكان حولي فسيح

و الهواء نقى و مريح

متوفر جدا بعد أن كان نادرا


 

أحسست أن لي من الأخوات كثيرا

سواء رأيتهم أم لم أرى

شاهدت الكون رائعا و كبيرا

كل من فيه مؤيد و نصير


 

و تلك الشمس البهيجة

أشرقت اليوم بوجه جديد

الأشعة تدفئ برد السنين

و النور يجلى غمام العين


 

الأربعاء، 2 فبراير 2011

يوم الغضب

جاءني تحذير من أحد المخلصين بعدم نزول الشارع يوم الجمعة 28 يناير 2011، و كان يتوجس خيفة من العواقب، و لأني مشغولة بآلاف الأشياء بخلاف السياسة؛ فقد استمعت للنصيحة دون أن أعى ما وراء تلك الأحداث الجسام من ألم و انهيار...

فى ذلك اليوم المخيف تابعت التلفاز لمعرفة آخر الأنباء بشكل سطحي ، و عند المغرب فوجئت بقرار حظر التجول عندها أدركت أن الأمر جد خطير

ثم تأجيل امتحانات الكليات لأجل غير مسمى فأيقنت أن الأمر بعيد المدى

ثم توالت الأحداث المحزنة المفزعة: اعتداء على المتحف المصري

امتداد الحريق ليشمل المجلس الأعلى للصحافة و المجالس القومية المتخصصة و كلها مؤسسات هامة و حيوية و لم تؤذى أحدا من المتظاهرين بشكل مباشر

كيف سمحت لهم نفوسهم بترك المبنى هكذا يشتعل بدون أن تتحرك عربات الإطفاء

نداء زاهي حواس المحب الأول لآثار مصر و هو مرابط بالمتحف لتأتى حماية الجيش بسرعة، دروع بشرية حول المتحف بعد عمليات سطو دنيئة بشعة على المومياوات و تكسير أحدها

ماذا فعلت لهم تلك المؤمياء الهادئة المستقرة من ملايين السنين كى تتكسر بهذا الشكل المهين، و التماثيل الصغيرة السوداء التى تمثل عساكر من الزمن الفرعونى القديم و غيره من علامات التكسير فى المبنى.. هكذا فى لحظات

كله إلا الخراب..إلا الحريق و إفساد ما تم بناؤه من ميزانية الدولة الهزيلة و التى ستزداد هزالا و ضعفا.

أننى أوقن أن هؤلاء المتظاهرين أول الأمر لم يدركوا حجم المأساة و العواقب المدمرة لما قاموا به، بل لعلهم رأوا فى انتفاضتهم هذه عملا قوميا يثابون عليه و يقدمون به خدمة جليلة للوطن و لإخوانهم البؤساء، لكن النتيجة انحرفت فى مسار آخر مخالف تمام

فقد أدت تلك الأحداث إلى التالى

انهيار الاقتصاد فى لحظات سريعة

سحب الثقة فى الاستثمارات المصرية

سحب الرعايا و تقلص السياحة

و نتيجة طبيعية و على المستوى الأكبر تقليل أشد فى فرص العمل المتاحة

و بسبب حظر التجول و حالة الخوف السائدة:

تعطل العمل بالمصانع و بالتالى نقص العبوات الغذائية و غيرها مما يؤثر على حجم السوق و التجارة الداخلية

ثم المخاوف الكبرى و التى ليست ببعيدة حول إمكانية التدخل الاجنبى و انتهاز فرصة الفوضى في هجوم خارجي...

هل هذا ما يرجوه المتظاهرون؟

"يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولى الأمر منكم"

لماذا لا ينتظر المتظاهرون قليلا ليتفاوضوا و يستمعوا لاقتراح الرئيس، و يتحدوا حول كلام العقل و الهدوء و السلام على الأقل فى تلك الفترة الحرجة من تاريخ البلاد، أقول لهم أنتم غير مفوضون من قبل كل فئات الشعب؛ فلا تتمادوا فى التظاهر قبل أن تستقر الأمور قليلا و نستطيع على الأقل جمع تلك الكلاب الضالة الهائجة التي انطلقت من جحورها سواء السجون أو المنحرفون القائمون بأعمال السلب و النهب و الترويع

اهدءوا و اسمعوا و أطيعوا حتى تهدأ الأمور، و بعد أن يستقر الأمن الداخلي و تصبحون قادرين على النوم و تشعرون بالأمن يمكنكم التفكير السليم المخطط، و يا حبذا تحت قيادة فئات راقية علمية توجهكم بشكل صحيح للسبل الشرعية للتعبير عن المطالب و الضمانات التي تحقق ذلك..

اهدءوا بارك الله فيكم كي تستعيد الدولة توازنها و لا تقع فيطحنها و ينقض عليها العدو المتربص..حينئذ لن ينفعكم غياب النظام أم حضوره ، بقاء الرئيس أم غيره، وجود البرادعى أو أتباعه..توحدوا.. اصمتوا قليلا حتى يعود الأمن و تدور المصانع مرة أخرى و تنطفئ الحرائق المشتعلة..


"و لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها و ادعوه خوفا و طمعا * إن رحمة الله قريب من المحسنين"


31 يناير 2011

الخميس، 2 ديسمبر 2010

ملامح على الطريق

كعادتي كل يوم؛ انزل قبل عملي بوقت كاف لكيلا أحتاج لاستقلال سيارة، فأمارس رياضة المشي - الوحيدة المنتظمة عندي - لكن أسوأ وقت يمكن أن تسير فيه هو صباح اليوم الدراسى لأنه وقت انطلاق جميع الطلبة و الموظفين و عربات جمع القمامة...

إنها فرصة لتأمل وجوه البشر بمختلف فئاته و أعماره، فرصة طيبة لقراءة وجوه مئات ممن ألفت وجوههم أو أراهم لأول مرة في الطريق..أتأمل كل شيء: المتحرك (البشر)، و الثابت(الأشجار و المباني)، و الثابت المتحرك (السيارات في طريق مزدحم)، و لكل منهم رؤية جديدة لكنها جميعا تصب في كأس الشقاء.

الطلبة صغارا و كبارا يسرعون في مشيهم و يحملون حقائب تثقل ظهرهم تكاد أن توقعهم أرضا.

كثير من الرجال و بعض النساء تعلو وجوههم هموم الدنيا، و قد بدا من ملبسهم أنهم ارتدوا ملابسهم على عجلة من أمرهم و بدون تناسق أو تجمل.

العربات التي ينزل منها الأطفال أمام مدارسهم متزاحمة و صوت عربات أخرى خلفها غاضبة.

و الأرصفة التي لا مكان فيها للمارة بسبب مربعات كان من المفترض أن تضم شجرة فاحتلت مساحة الرصيف الكلية فنزل المارة للسير بجانب نهر الطريق.

و بداخل الحافلات موظفون يقاومون النوم بشدة أو أطفال يستسلمون له، فالمكان جد ممل لان سير الحافلة أبطأ من السلحفاة في الزحام المروري الصباحي.

أمام بائعي الجرائد أناس بسطاء يتغلبون على سخرية الواقع بقراءة الجريدة القريبة إليهم و يعتبرونه الحدث الوحيد الجديد في حياتهم الرتيبة المتكررة.

أما اختيار الجرائد فله فلسفة أخرى، فالموظفون لهم ما يروقهم و كذلك النساء المتقدمات في السن، و الشباب له ذوقه الخاص في الاختيار، النساء يفضلن الأخبار, الرجال يقرءون المصري اليوم و قليل من الموظفين يشترى الأهرام، الآنسات لا يشترين جرائد و لا المراهقين.

عربات القمامة ذلك الشيء الضخم الذي يسير في الشوارع بجرأة متخطية حدود اللياقة مع المارة فمازالت تهب عليهم الروائح و تسد عليهم الطرقات بين الرصيف المشغول و العربات السائرة.

و من وسط هؤلاء تأملت حركة من يكنس الشارع، و يجمع المخلفات بحركات أفقية و طولية بطول الطريق تاركة خطوطا سوداء طولية و عرضية و جانبية، ثم يرفعها بحرص للصندوق.

وقتها شعرت أن قيمة الدنيا لا تتعدى قيمة تلك المخلفات التي يجمعها الرجل!


 

السبت، 13 نوفمبر 2010

نفحات من سورة الحج

تسعدني قراءة سورة الحج، خاصة في العشر الأوائل من ذي الحجة، أيام التقرب من الله و خير ما يتقرب به العبد إلى الله هو أداء النوافل و قراءة القرآن بتدبر، وهذه السورة مرتبطة بأحد أركان الإسلام الوحيدة التي لا يفرض عليه تكرارها مثل باقي الفرائض.

بداية سورة الحج نداء للتقوى و تخويف و ترهيب و تذكير بزلزلة الساعة، و ربط بين مشهد تجمع الناس في الحج فرادى لا حول لهم و لا قوة، و مشهدهم و ذهولهم يوم قيام الساعة حيث يكون الناس كالسكارى فاقدين للعقول و جميع معايير و قوانين الدنيا.


 

ثم تأتى حقيقة قدرها الله و كتبها منذ قديم الزمان، كتب على إبليس أن من أطاعه و اتخذه وليا فان مصيره الضلال و لا شك و يقوده إلى عذاب السعير، و من بلاغة القرآن أن الله كتب هذه الحقيقة على الشيطان.. و هذا يكفى، و ليس على أتباعه؛ فالشيطان هو مصدر شر أبدي للإنسان و جاهر بعدائه منذ خلق آدم.

و إذا تـأملنا الآيات التي تحدثت عن الشيطان نجدها كثيرة:

لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ

"يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى و لبئس العشير"

ألا يستحق الرجم؟ ..يبدو هنا الربط بين الآيات و بين شعائر الحج و التي من أساسها رجم الشيطان أو من ينيب عن الحاج إذا تعذر عليه رمى الجمرات بنفسه.


 

كما أنها تشمل تحذيراً لمن لا يحسن الظن بالله

"من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا و الآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ"

و هل للإنسان ملجأ إلا الله ؟ هل يستطيع أن ينفذ من أقطار السماوات و الأرض؟ إن حياته بأمر الله و بأمره يموت


 

و هذه صورة أخرى مخيفة لمن يشرك بالله:

"و من يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق"

فقد انحرف المشرك عن فطرته السليمة فسقط من مكانة الإنسان العاقل ليصبح شتاتاً تنقض عليه طيور الشر أو تدفعه الرياح إلى أسفل سافلين.

و تناظرها صورة أخرى مشابهة لها في آية في سورة طه:

"و من يحلل عليه غضبى فقد هوى"


 

كما تتعرض السورة إلى الجدل بالباطل و نظرة مستقبلية إلى الغيب، إذ يكون عاقبة فريق المتخاصمين الذين جادلوا بالباطل أن قطعت لهم قطع من النار و صب فوق رؤوسهم الحميم فهو عذاب من خارج و داخل أجسامهم تنصهر بطونهم و جلودهم.


 

و تحمل بشرى للمهاجرين إلى الله و الشهداء ووعد من الله بأعظم أجر؛ أن يضمن لهم أن يدخلهم مدخلا يرضونه و كفى به رزقا حسنا.

و تلك بشرى أكيدة للمؤمنين أن الله كفل لهم الهداية:

"و إن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم".. لاحظ استخدام صيغة "فاعل" في "هاد" دليل على الاستمرارية و التأكيد

و أهداهم خاصية لهم تطمئنهم أنه تعالى لهم سند و حماية

"إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور"

و أنظر إلى لطف الله و هدايته لمن أحب:

"و هدوا إلى الطيب من القول و هدوا إلى صراط الحميد"


 

و هذه هي السورة الوحيدة التي تحتوى آيتى سجدة


 

و فيها الآية العظيمة التي يؤذن فيها بالحج و تشمل شعائر الحج بتفاصيلها و الحكمة من ذبح الأضحية و كفارة الحالات الخاصة و تقديم أو تأخير بعض الشعائر و الرخص التي شرعها الله للتخفيف على الحجاج.

و يمتدح الله من يعظم شعائره و حرماته فى آيتين

"ذلك و ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه"

"ذلك و من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"

فتعظيم الأوامر و النواهي إنما مصدرها الخشية من الله و تعظيمه


 

و تختتم السورة بنداء من الله للمؤمنين بالصلاة، و أمر لهم بإتباع مبدأ هام جدا: من أراد الفلاح فليفعل الخير.. هكذا دون أن ينتظر مقابل أو جزاء سوى رضا الله.

"يأيها الذين آمنوا اركعوا و اسجدوا و افعلوا الخير لعلكم تفلحون"

و الآية الأخيرة:

"و جاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم و ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم"

ألا يتطلب مننا الجهاد في الله حق جهاده أن نصبر على ابتلاءات الدنيا الفانية و أن نتخذ من الكفاح و الإخلاص في العمل شعارا لنا؟ من أجل هذا استحق المسلمون المجاهدون الاصطفاء و الشرف بنعمة الإسلام.


 

"و في هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم و تكونوا شهداء على الناس"

فالدعوة إلى الإسلام و الحفاظ عليه واجب على المسلمين لأنهم شهداء على الآخرين و ناصحين لهم و قائدين إلى الخير و الهداية..فأي شرف وهبه الله للمسلمين؟ لعلهم يقدرون حجم المسئولية التي حمَلها لهم الله.

و لكي يستطيعوا تحقيق هذا عليهم إتباع الآتي:

"و اعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى و نعم النصير"


 

آمنت بالله اعتصمت بالله توكلت على الله لا قوة إلا بالله


 

الأحد، 31 أكتوبر 2010

وصفة كارنيجي ضد القلق

القلق.. ذلك العدو الصامت الذي يهزمنا من حيث لا ندري، يسكن نواحي نفوسنا و ضواحيها الساكنة ، و يطل برأسه كل يوم ليمنعنا من التمتع بيومنا الحالي و يوقعنا في فخ من صنع أيدينا ؛ وهم لا يكاد يفارقنا هو الخوف من المجهول و استبعاد الأماني السعيدة..

ديل كارنيجى كاتب أمريكي من أشهر مؤلفاته "دع القلق و ابدأ الحياة" حيث حاز هذا الكتاب إعجاب ملايين القراء و ترجم إلى لغات عديدة و أعيدت طباعته عدة مرات.

و هذه مقتطفات قيمة من الكتاب:

  • تحية إلى الفجر..انظر إلى هذا اليوم إنه الحياة.. جوهر الحياة، في ساعاته القليلة تكمن حقيقة وجودك : معجزة النمو و مجد العمل و روعة الإنتاج فالأمس ليس إلا حلما، و الغد ليس إلا خيالا. أما اليوم إذا عشناه كما ينبغي فإنه يجعل من الأمس حلماً سعيداً، و يجعل من الغد خيالا حافلا بالأمل.
  • أغلق الأبواب على الماضي و عش في حدود يومك.
  • إذا كان لديك مشكلة تبعث على القلق فطبق وصفة سحرية متخذا هذه الخطوات الثلاثة:
  1. اسأل نفسك : ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لي؟
  2. هيْ نفسك لقبول أسوا الاحتمالات.
  3. اشرع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

ذكر نفسك دوما بالثمن الفادح الذي يتقاضاه القلق من صحتك، و اعلم أن رجال الأعمال الذين لا يعرفون كيف يكافحون القلق يموتون مبكرا.


 

الطرق الأساسية لتحليل القلق:

القاعدة رقم 1: استخلص الحقائق "نصف القلق في العالم منشؤه محاولة الوصول إلى قرارات حاسمة قبل أن تكتمل لدينا المعلومات الكافية لاتخاذ القرار.

القاعدة رقم 2: بعد أن ترى الحقائق بعناية- اتخذ القرار.

القاعدة رقم 3: متى اتخذت قرارا حصيفا أقدم على تنفيذه و لا تتهيب العواقب.

القاعدة رقم 4: عندما يساورك القلق على عملك، أجب عن هذه الأسئلة الأربعة و دون إجابتك:

  • ما هي المشكلة؟
  • ما سبب المشكلة؟
  • ما هي الحلول الممكنة؟
  • ما هي أفضل الحلول؟


     

كيف تحطم عادة القلق؟

القاعدة رقم 1: استغرق في العمل..إذا ساورك القلق انشغل عنه بالعمل و إلا هلكت يأسا و أسى.

القاعدة رقم 2: لا تسمح لنفسك بالثورة من أجل التوافه – و تذكر أن الحياة أقصر من أن نقصرها.

القاعدة رقم 3: استعن على طرد القلق بالإحصائيات و الحقائق الثابتة. سائل نفسك هل هناك ما يبرر مخاوفي؟ و ما هو احتمال حدوث ما أخشاه؟

القاعدة رقم 4: ارض بما ليس منه بد.

القاعدة رقم 5: عندما يساورك القلق من أجل الحصول على شيء، اسأل نفسك هذه الأسئلة:

  1. ما مدى الفائدة التي سيعود بها علىَ هذا الأمر الذي يساورنى القلق من أجله؟
  2. كم من الوقت أجعله حدا أقصى لهذا القلق؟
  3. كم ينبغي أن أدفع لهذا الشيء الذي يساورنى القلق من أجله؟

القاعدة رقم 6: لا تحاول أن تنشر النشارة.

و تلخيصا:

  1. انشغل عن القلق بالاستغراق في العمل
  2. لا تهتم بالتوافه و لا تدع صغار المشكلات تهدم سعادتك.
  3. كلما ساورك القلق على شيء سائل نفسك ألا يحتمل ألا يحدث هذا الشيء الذي أقلق من أجله إطلاقا؟
  4. إذا أدركت أن الفرصة لتغيير شيء أو تبديله قد تجاوزتك إلى غير رجعة فقل لنفسك:

    "هكذا أريد للأمر أن يكون و لا يمكن إلا أن يكون هذا الأمر هكذا "

  5. ضع حجا أقصى للقلق و قدر قيمة الشيء ة لا تعط للقلق أكثر مما يستحق.
  6. دع التفكير في الماضي فليس هناك قوة يسعها أن تعيد الماضي .


     

    سبع طرق لخلق اتجاه ذهني يجلب لك السعادة و الطمأنينة:

    1. لنعم أذهاننا بخواطر الطمأنينة و الشجاعة و الصحة.
    2. لنتجنب القصاص من أعدائنا لأننا إذا فعلنا آذينا أنفسنا أكثر مما نؤذى أعداءنا.
    3. بدلا من أن نفكر في الجحود دعنا نسلم به، ليست السعادة في توقع الشكر على ما بذلناه، و إنما في البذل ذاته، الشكر غرس يروى و يتعهد بالسقي لكي ينمو و يترعرع.
    4. أحصى نعم الله عليك بدلا من أن تحصى متاعبك.
    5. الأجدر بنا ألا نتشبه بأحد فإن التشبه انتحار.
    6. اجتهد أن تصنع من الليمونة المالحة شرابا سائغا
    7. لننس أنفسنا و لنحاول أن نوفر السعادة لغيرنا.


       

      القاعدة الذهبية لنقهر القلق:

      حين تستنفذ الخطوب كل قوانا أو تسلبنا الكوارث كل إرادة؛ غالبا ما نتجه في غمرة اليأس إلى الله. فلماذا بالله ننتظر حتى يتولانا اليأس؟ لماذا لا نجدد قوانا كل يوم بالصلوات و الحمد و الدعاء.


       

      كيف تتجنب القلق الذي يجلبه النقد؟

      1. النقد الظالم ينطوي غالبا على إطراء متنكر.فمعناه أنك أثرت الغيرة و الحسد في نفوس منتقديك.
      2. ركز جهدك في عملك الذي تشعر من أعماقك أنه صواب و صم أذنك بعد ذلك عن كل ما يصيبك من لوم اللائمين.
      3. احتفظ بسجل دون فيه الحماقات و الأخطاء التي تنتقد بسببها، و لا تستنكف أن تسأل الناس النقد النزيه العف الأمين.


         

        6 طرق تقيك الإعياء و القلق و تحفظ لك نشاطك و حيويتك

        1. استرح قبل أن يدركك التعب.
        2. تعلم كيف تسترخي و أنت تزاول عملك.
        3. إذا كنت زوجة، فتعهدي صحتك و جمال مظهرك بالاسترخاء في منزلك.
        4. اخل مكتبك مما عليه من الأوراق باستثناء ما يخص المسألة التي بين يديك.
  • افعل الأهم فالمهم
  • حين تعترضك مشكلة احسمها فور ظهورها.
  • تعود النظام و الركون إلى الغير و الإشراف.
  1. لتتق الإعياء و القلق أضف إلى عملك ما تريد استمتاعك به.
  2. تذكر أن أحدا لم يمت رقاً. و إنما القلق الذي يلازم الأرق هو مبعث الخطر.

كيف تحصل على العمل الذي يلائمك؟

القرار الحاسم في حياتك

  1. امتنع عن الوظائف و الأعمال التي غصت بالعاملين حتى فاضت.
  2. تجنب الأعمال التي ترى أن فرص النجاح فيها ضئيلة و انفق الأسابيع و الأشهر في التحري و الاستعلام و دراسة ما يتعلق بإحدى الوظائف قبل أن تكرس حياتك لها.

أهم عوامل النجاح في العمل:

  1. أن يجد المرء لذة في عمله. فإذا استمتع بعمله فإنه يقضى الساعات المقررة فى العمل دون أن يحس بمرورها، و يكون إحساسه و هو يعمل كإحساس من يلهو.

لكي تتفادى القلق الناشئ عن الأرق:

  1. إذا استعصى عليك النوم قم إلى مكتبتك و اكتب او اقرأ حتى يتسلل إليك النعاس.
  2. جرب الصلاة قبل النوم فإنها خير أداة لبث الأمن في النفوس.
  3. أرح جسدك و حدث كل عضلة من جسمك بالاسترخاء حتى تسترخي
  4. زاول أحد أنواع الأنشطة البدنية فإذا شعرت بالتعب فثق أنك ستنام.


     

كيف تزيل متاعبك المالية؟

  1. دون أوجه الإنفاق جميعها.
  2. اجعل لنفسك ميزانية تتضمن جميع احتياجاتك.
  3. تحر الحكمة في الإنفاق.
  4. لا تصدع رأسك في التفكير في دخلك.
  5. أمن نفسك رصيدا ينفعك وقت الشدة.
  6. أمن نفسك ضد المرض و الحريق و الطوارئ.
  7. علم أبناءك كيف يكونون مسئولين عن المال.
  8. إذا لم نستطع أن نحل مشكلاتنا المالية فالأفضل ألا نقتل أنفسنا حسرة على ما ليس منه بد.


     

    و أخيرا.. تذكر أن 99% مما نشفق منه و يتولانا القلق بسببه لا يحدث إطلاقا


     

    اقرأ التاريخ و انظر إلى المشكلات التي كان يعانى منها العالم من عشرة آلاف سنة و قس مشكلاتك التافهة بمقياس الخلود .. ستعرف المقدار الحقيقي للمشكلة.


 


 


 


 

الجمعة، 22 أكتوبر 2010

الأستاذ رضا

  • دخل زميل لنا عاد لتوه من فرع الشركة بالخارج..عاد متذمرا رافضا لأحوال الشركة و ما آلت إليه الأساليب و الإدارة، و لاحظت تغير شخصيته تماما عما كانت عندما عمل مع فريق العمل الذي اشرف عليه فقد بات سريع الغضب شجاعاً جدا في التعبير عن رفض الواقع و دفع الظلم الذي حل به.
  • منذ عدة أيام استدعاني رئيسي في العمل و أبلغني أنه "يشعر" أن الأداء ليس على ما يرام و أن الناس لا يعملون بكل طاقتهم إذ أنهم لا يتجاوزون أوقات العمل الرسمية بالرغم من التزام الفريق بالحضور و ملازمتهم مكاتبهم و بذلهم أقصى استطاعتهم.
  • كثيرا ما طلبوا منى الحديث عن عيوب فريقي الذى أعمل معه بحرية و شجعوني على الكشف عن تقصيرهم بالرغم من أنهم جميعا من الصفوة المختارة في الشركة.
  • اكتشفت مؤخرا أن كل شخص في العمل يتعرض للنقد و اللوم - على المستوى الادارى خاصة – و تساءلت بيني و بين نفسي من هو الشخص الذي يستحق التقدير فى الشركة..ألا يخبرونا به ليكون قدوة لنا طالما نحن جميعا مقصرون؟
  • كلما سألت شخصا عن حاله فى عمله و جدته يخطط للانتقال لعمل آخر لعدم استطاعته الصبر على أحوال العمل و عدم تقديره ، و "استعباده" فى عمله...إلى أين يذهب هؤلاء أليس لأماكن عمل أخرى ينفر منها موظفوها و يتمنون تركها؟هل هي لعبة الكراسي الموسيقية؟


     

  • أين أنت يا أستاذ رضا؟ عهدناك نورا في قلب كل مؤمن، و مبدأ من مبادئ الإنسان العاقل..مهما كانت الأحوال فالرضا بالقضاء من شيم العقلاء

الرضا.. لأن كل ما يحدث هو قضاء الله؛ الذى قدر الأحداث بما يناسب كل شخص ، و يلائم طبيعته، و دبر كل هذا لخيره و صالحه فلا يتعجل الإنسان الأحداث و ليطلب الأمور بعزة و كرامة؛ فلا تدفعه الحاجة للعمل لقبول المهانة و الظلم؛ لان الرزق بيد الله و ليس مقصورا على مكان بعينه.


 

الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

وصية مالكي زهرة الخشخاش

توفى المليونير محمد محمود خليل في عام 1955 فترك لزوجته القصر و حدائقه و محتوياته.

كانت السيدة حرم محمود خليل قد أوصت قبل وفاتها 1960 بإهداء المبنى و ما به من تحف مع جزء من الحديقة التي حوله إلى الدولة

و هذا جزء من وصيتها بخصوص القصر:

"أردت بهذه الوصية التعبير عما شعرت به من حب عميق لمصر التي صارت لي وطنا منذ زواجي بالمرحوم محمد محمود خليل و إنني اذكر ما أحاطني به من عطف و ما شملني به من عناية كزوج مخلص بادلني حبا بحب.

و لقد رأيت من حقه على أن أخلد ذكراه في نفوس مواطنيه كجندي من أبر جنود مصر الأوفياء و من أجل ذلك فإننى أقرن وصيتي بشرط أقتضيه من الحكومة و هو:

أن تجعل من القصر و التحف التي يضمها متحفا باسم السيد محمود خليل و حرمه"

على أن يفتح هذا القصر للجمهور

و إذا رؤى أن توضع تعريفة للدخول فلتكن زهيدة بحيث يكون الدخول ميسورا للجميع"

و إذا بحثنا عن تطبيق شروط تلك الوصية

الشرط الأول: تحقق

الثاني: تم فتحه لفترة ثم تم الاستيلاء عليه و استكمال القصر الجمهورى به في فترة من الفترات و نقل محتوياته الفنية الى قصر أحد الأمراء ثم عادت الأمور لمجراها

الثالث: تم تطبيقه حتى الآن

عاشت مصر فترة دون أن تشعر بأهمية تلك الثروة الفنية الضخمة حتى تناقلت المجلات الأجنبية من خلال مراسليها في مصر مدى إهمال مصر لتلك الثروة فنبهت بذلك ذوى النفوس الضعيفة و العصابات إلى ذلك الصيد السهل الثمين

لكن معاناة اللوحات من الإهمال ما زالت مستمرة فتمت سرقة لوحة واحدة مرتين

خلال خمسين سنة من عمر زوجين فنانين عاشا طيلة حياتهما و حبهما ممزوج بحب الفن بين مصر و فرنسا ، فكان الفن هو ابنهما الذي بذلا من أجله المال و العمر و الاهتمام.. عاما بعد عام يضيفان شيئا جديدا و تحفة فريدة إلى تلك المقتنيات النادرة

و تلك الفرحة الوليدة بضم عنصر جديد من الفن العالمي للمنزل المتحف

حياة حافلة سعيدة؛ لكن لكل شيء نهاية.. فكان ختام حياتهما السعيدة هو تحويل قصرهما إلى متحف مشترك؛ يخلد ذكرى أجمل حب و أجمل تعاون فني راقٍ، و ولاء للوطن الذي رفعه وزيرا و جعله شخصية لامعة في ذلك الوقت

لقد ظنا أن الوطن سوف يقدر تلك الهدية الغالية؛ و يصونها و يسلط عليها الأضواء؛ و يستخدمها لنشر الروح الفنية و الافتخار بحيازة ما ندر من الفن العالمي، و لكن ما جاء بسهولة يفقد بسهولة، فلم تبذل الدولة أي جهد أو تكلفة لإنشاء هذا المتحف، و هان عليها ما به ؛ أو استكثروا على الشعب أن يهنأ به طوال عصور الزمن ، وأصبح صيانته عملا روتينيا أو حبر على ورق ، و لم يخلص أبناء وزارة الثقافة و العاملين فيه و فرطوا في الأمانة فحق عليهم اليوم غضب الشعب كله...

إنني أكاد أرى وجه محمود خليل حزينا متألماً لما تأملت تمثاله في مدخل المتحف؛ و كأن لسان حاله يقول: لماذا بلادي لم تصونى العهد؟