"التمبليت" بالعربية يعنى النموذج المكون من كلمات و جمل باستثناء فراغات معينة تملأ بأسماء مختلفة كل مرة قبل إرسالها للشخص المراد.
و "التمبليت" يلجأ إليه الإداريون منعا لتكرار كتابة الديباجة أو المقدمات الثابتة كل مرة في مراسلاتهم ، و حتى تكون هناك وحدة في المطبوعات و مضامينها، و ضمانا لسرعة الأداء و تقليل الأخطاء الكتابية.
لكن هل يصح استخدام "التمبليت" في خطابات الأشخاص و المحادثات الإنسانية؟..و بشكل أدق بين الأصدقاء و الأقارب؟
من القواعد الأساسية في التصميم البعد عن التكرار؛ لأنه يفسد الشكل و يجعله أقرب إلى التماثل و التقليد، و ينأى به عن الإبداع و الإبهار، فالعين تمل التكرار و تميل إلى التغيير و الحركة عبر الإطار.
و كذلك الإنسان.. كل شخص يريد أن يكون شيئا مميزا في عين صاحبه أو محدثه و ليس مجرد متلق لرسالة تكرارية تغلفها المجاملات و تجعلها باهتة مميتة.
كم كان حزنها شديدا عندما اكتشفت أن ما أهداها من شعر هو صورة طبق الأصل من رسالة أهداها لصديقة له من قبل ..نفس الكلمات ..نفس التشبيهات..نفس صيغة أفعل التفضيل.. كيف يكون ذلك؟ أليست أفعل التفضيل تعنى أن هذا الموصوف هو الأكثر في تلك الصفة فلا يصح مثلا أن يكون هناك اثنتان في نفس الوقت هما أرق و أجمل إنسانة !
ما مصير تلك الصديقة السابقة؟ الإهمال و النسيان؟ ألم أقل لكم أن الإنسان يمل التكرار؟ لكن هناك فرق بين التكرار و الأصالة، استدامة الأصدقاء و استمرارهم في الوجود من الأصالة و الوفاء، و لا يدعو أبدا إلى الملل..لأنهم يرتقون إلى مرتبة الإخوة، و هل يمل الإنسان إخوته فيتبرأ منهم أو يقاطعهم؟
ليس هذا من التقوى في شيء..إن استهانة بعض الشباب بقول كلمات الغزل الصريحة أو الضمنية لهو تجرأ على حدود الله، الشاهد عليهم و المحاسب لهم ، و هذا يبعدهم بالتأكيد عن رضا الله، فإذا كان الشاب جادا في تفكيره و مشاعره فلماذا لا يؤجل كل تلك الكلمات للوقت المناسب؟ هل يريد أن يفتح قنوات للاتصال: كلمات تقال و كلمات تؤثر ثم ماذا؟ إن قبول الفتيات لمثل هذه الإهداءات المريبة بمثابة تهاون و تنازل منها عن احترامها لحدود الله، و ليس لذلك أي مبرر، لأن الدين حفظ لها كرامتها و عزتها.. فكما يقول لها الآن قال لغيرها و سيقول..إلى أن يشاء الله له الهداية و الثبات.
قطِعوا "التمبليت" أو امسحوها من ملفاتكم و عقولكم، اجعلوها فقط فى أماكن العمل الرسمية....