الجمعة، 27 أغسطس 2010

هل هذا يعرف الحب؟

تعيش أسرة قتيل بولاق الدكرور هلال عثمان محمد ٥٠ سنة الذى لقى مصرعه حرقا على يد ابنه حالة من الحزن، الزوجة لا تصدق أنها فقدت زوجها على يد ابنهما وفقدت الأخير بعد القبض عليه وحبسه..

كان قسم شرطة بولاق الدكرور قد تلقى بلاغا من غرفة النجدة بنشوب حريق داخل شقة عامل يدعى هلال عثمان محمد ٥٠ سنة وأنه توفى أثناء محاولة إسعافه متأثرا بحالته الصحية وإصابته بحروق من الدرجة الأولى شملت جميع أنحاء جسده.

تبين من التحريات أن ابن الضحية ١٧ سنة، عامل، قرر التخلص من والده فتعدى عليه بالضرب محدثا إصابته فى حاجبه ثم سكب «جركن» به مادة البنزين بالشقة وأشعل بها النيران فلقى والده مصرعه ألقى القبض على المتهم الذى أحيل للنيابة واعترف أمام النيابة بارتكابه الواقعة انتقاما من والده الذى رفض مساعدته فى الارتباط بفتاة أحبها.


 

مشكلة رهيبة من مشكلات المجتمع هي عقوق الأبناء

بالأمس كان عقوق الأبناء لا يتعدى الصوت العالي أو تحكيم الرأي و رفض النصح، أو الانفصال عن الأسرة و عدم القيام بواجبات البر.

لم تصل إلى حد التعدي بالسباب..

لم تتجاوز الحد إلى التطاول باليد..أمل أن تصل الجريمة إلى حد القتل..فهذا مريع.

و أي قتل؟ بالحرق!

إن كل ذرة في هذا الوالد تألمت قبل أن يموت، النار التي التهمت جلده شبرا شبرا ، لقد اشتكت ربها من قسوة الإنسان الذي يستخدمها في تعذيب غيره، أكاد أرى حيرة الرجل للخروج من الشقة بعد أن حبسه الولد و محاولته اليائسة و دهشته و غضبه، و أخيرا تسليم الأمر لله حيث فاضت الروح لبارئها.

و لماذا؟ لأنه يحب! و يريد مالا لإتمام زواجه و هو لا يزال مراهقاَ فى السابعة عشر من عمره.

إنني أتوقف هنا عند كلمة "يحب"..

كيف لهذا الشيطان أن يحب؟ الحب رحمة، رقة مشاعر، تضحية و كفاح ، عطاء للجميع ، و حالة من الاندفاع لقهر المستحيل، المحب مرهف الإحساس، يستشعر جمال الكون و يحب جميع الكائنات بما فيها أهله و عشيرته...

أما أن يضحى بأهله من أجل من يحب فذلك فساد عقيدة و سوء تفكير و قسوة لا إنسانية.

و هذه الأم الثكلى المبتلاة بفقد زوجها محروقا و ابنها معدوما..بعد أن تفيق من هول الصدمة و تتقبل أن الأمر حقيقة و ليس كابوسا مخيفا، ماذا يكون تفكيرها؟؟

مزيج من الكره، الندم، الضياع..

الندم: على عدم تربية ذلك الفتى تربية إسلامية تحميه من سيطرة الشيطان و إتباع الهوى، أم عدم تعليم الفتى، و الحرص على استمراره في الدراسة، بدلا من الرضا بعمل لا يكفى متطلبات الحياة و لا يحقق الاستقرار.

ربما كانوا يبالغون في مجاراته و عدم معارضته منذ صغره..ربما لم يتبع الوالدان سياسة واحدة في التربية، أو كان الأب سعيدا بأن ولده ورث مهنته كعامل و استطاع الكسب مبكرا و مساعدة الأسرة..كيف يتوقع الآباء أن يقدم لهم الأبناء شيئا؛ و هم لم يوفوهم حقهم الطبيعي في بناء كينونة لهم تحميهم من غدر الأيام، و دفعوا بهم للعمل قبل أن يعلمونهم ما هي الحياة و كيف يتعاملون معها؟

الندم: على فرحتها بولادة ذكر، و رعايتها له حتى اشتد ساعده و فعل فعلته، كانت تتوقع أن يكون لها سندا في الحياة لا أن يقتل زوجها وعائلها و يحرق قلبها قبل أن يحرق أباه.

الكره: لهذا الابن القاتل و هل تكره الأم؟ نعم إنها تتنصل من أمومتها له فليس فخرا أن تكون أما لقاتل

و أخيرا الضياع: في بحور الحزن و سواد المستقبل، و انعدام السعادة في أي شيء، فقد انتهت قصة حياتها الزوجية بفقدان الأيام و السنين، صفر اليدين و بلا أي ثمن.

أما المحبوبة؛ فلا أظن أنها ذات أخلاق أو عقل، بل لابد إنها تشبه القاتل في تفكيره الأهوج و تهوره الممقوت، صغيرة السن، خالية من الأدب أو العقل.

ما شعور تلك المحبوبة؟ هل الحزن على ذلك الشاب، أم السعادة الخفية لكونها محبوبة هام بها حبيبها لدرجة قتل والده ليتزوجها، أم شكر الله إذ نجاها الله من الزواج بهذا المجنون؟

قاتل الله الابن العاق ..إنه لا يعلم كم يُشقىِ والديه

و كان الله في عون الأم التي يجحدها أبناؤها، إنها تتألم مرتين؛ مرة وقت عقوق الابن و قسوته عليه، و المرة الثانية تتألم كأم عندما ينتقم الله من ابنها؛ إذ أن عقوبة العقوق هي عقوبة معجلة في الدنيا، قبل أن يتوب أو يستوفى العقاب في الآخرة.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق