الجمعة، 14 مايو 2010

" إنه كان بي حفياً"

الحفاوة هي المبالغة في الكرم و اللطف في التعامل و حسن اللقاء و الكلام.

و تكون فقط لمن يهمك أمرهم سواء تودهم من صميم قلبك، أو تريد مجاملتهم و كسب رضاهم، أو لمصالح توجب المبالغة في العطاء.

إذا عانيت من تجهم البشر، و بخلهم في عطائهم و مشاعرهم، أو حتى رسم بسمة مفتعلة على وجوههم؛ ففر إلى الله تجده بك حفياً..

إذا ألجأتك الذنوب إلى طريق مظلم و أسلمتك لمصير مؤلم؛ ففر إلى الله تجده ينتظرك بالصفح و المغفرة..

إذا أردت أن تفرح بالعودة إلى الله فهيا بسرعة للتوبة؛ فالله أشد فرحا بها.

 
 

إبراهيم الخليل الذي كان إيمانه يساوى إيمان أمة كاملة، عندما هدده أبوه الكافر بالرجم رد عليه بيقين المؤمن:

"سلام عليك سأستغفر لك ربى إنه كان بى حفيا"

و قابل إبراهيم حفاوة ربه بالشكر و الدعاء..

"و أعتزلكم و ما تدعون من دون الله و أدعو ربى عسى ألا أكون بدعاء ربى شقياً"


بالرغم من فقرنا إليه و غناه عنا فهو سبحانه يحتفي بنا فما أشد كرمه.. هو الودود.. يتقرب إلى الإنسان بالنعم نعمة تلي الأخرى، و يحفظه بالليل و النهار، و يقدم له فرصا كثيرة للتوبة، و عندما يتوب يبدله سيئاته حسنات ويضاعف له فيها "للذين أحسنوا الحسنى و زيادة".  

يرضى لعباده الشكر و يعينهم عليه، و يبتليهم بالخير و الشر؛ لا ليعذبهم بل ليطهرهم و ينقيهم حتى يصلوا الجنة بسلام؛ فالجنة مقام عال لا تنال إلا بالصبر و التقوى.

و الحمد لله رب العالمين 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق