فى الحديث القدسي
"من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب"
إذا كنت لا محالة ظالماً فاحذر كل الحذر أن تظلم أحد أولياء الله العابدين الطائعين.. فقبل أن يقول "حسبي الله و نعم الوكيل" فإن الله تعالى سوف ينتقم له و يدافع عنه .. إقرأ معى قول الله "إن الله يدافع عن الذين آمنوا"، و قوله "أليس الله بكاف عبده"
بداية... كيف يرقى المؤمن إلى منزلة "ولى الله" ؟
أصل الموالاة القرب و بالتالي يعرف ولى الله بأنه العالم بالله ، المواظب على طاعته ، المخلص في عبادته
كيف ينالها الإنسان؟
السبيل إلى ذلك بزيادة الطاعات بالنوافل و التماس رضاه في كل موقف، مفضلا طاعة الله و إتباع كتابه و سنة نبيه على طاعة نفسه ؛لينال محبة الله و هي غاية المنى و أهم مطلب في الحياة "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"
و تلك المنزلة ليست بعيدة المنال كما يتصور عامة الناس أو مقصورة على الأولين أو الأنبياء بل قد ينالها عابد مخلص بحسن ظنه بالله و كثرة ذكره له و مداومته على العمل الصالح و إن قل؛ المهم أن يتقبل الله و إنما يتقبل الله من المتقين البعيدين عن المحارم و الشبهات.
هل لتلك الولاية من علامات؟
علامات محبة الله للعبد أن تتبع جوارحه أوامر الله فلا يجد مشقة في الطاعة ولا تتمزق نفسه في مقاومتها و منازعتها بين الخير و الشر، تجد سمعه يجتنب سماع اللغو من القول أو اللهو و القول الجاهل أو التصنت عن الآخرين أو حضور مجالس سوء ، و بصره لا يتجه إلا لما أمر الله به و يبتعد تلقائيا عما هو محرم، و يده لا تتحرك إلا في طاعة الله و لا تمتد لإيذاء أحد إلا بالحق ، و رجله لا تمشى إلا في سبيل الكفاح المشروع في الحياة و العمل الشريف ليعول نفسه و من يعول أو للمسجد أو مساعدة الغير و السعي في حاجات الآخرين أو صلة الأرحام و غير ذلك من المساعي الحميدة؛ لا إلى معصية أو أماكن اللهو و الفجور، فكأن كل جوارحه و أعضاء جسمه- التي ستشهد عليه و تنطق يوم القيامة- تعاونه في طاعة الله و بلوغ مرضاته.
ما هي جوائز أولياء الله؟
يكون مستجاب الدعوة
إذا كان لديك مصباح علاء الدين السحري ستكون في منتهى السعادة لأنك تضمن أن كل ما تريده و تتمناه سيتحقق، فإذا ضمن لك أن كل ما ستدعو به سوف يتحقق مع شيء زيادة أفضل: هو أن يتحقق فقط ما فيه الخير و الصالح لك؛ أليست تلك هبة و نعمة كبرى من الله؟ تلك خاصية يختص بها الله أولياءه المخلصين.
يعيذه الله و يحفظه من كل سوء:
الشرور تحيط بالإنسان من كل جانب؛ منها شرور طبيعية من مصائب قدرية كالحرق و الهدم و المرض و كل ما يستعاذ منه، و منها شرور البشر و مكرهم، و يكرم الله سبحانه أولياءه بحفظهم من كل تلك الشرور بحفظه و عنايته.
لا خوف عليهم و لا يحزنون:
ألا ما أعظمها من جائزة؛ تزول أسباب الخوف و القلق الذي يعصف بحياة الإنسان فيجعل حياته تفكيرا مضنياً مرهقاً يحول بين التمتع بقيمة و جمال الحياة، و لشدة إيمانهم و تسليمهم بأمر و قضاء الله فإنهم لا يحزنون أبدا لأن الله اختار لهم الأفضل حتى و إن اختلف ظاهر الأمر و لكنه اليقين الذي يملأ نفوسهم.
و لتكن البداية أن يتغلب حب الله في نفوسنا على حب من سواه، فقد قضى الله أنه من انشغل عن الله بشيء عذب به و لابد.
و صدق الله تعالى "و الذين آمنوا أشد حبا لله"
اللهم إنا نسألك حبك و حب من ينفعنا حبه عندك.