الاثنين، 8 يونيو 2009

خيوط العنكبوت

الانترنت الآن في كل بيت؛ و في وجوده المتعمق داخل البيوت نعمة و نقمة ، فهو نعمة من حيث الإطلاع على العالم الواسع و سهولة الحصول على المعلومات ، و على الجانب الآخر يعتبر نقمة من حيث استهلاك عدد كبير من الساعات يومياً و ضياع الوقت الطويل الذي قد يستثمر بشكل أفضل؛ و استبدال تواصل الناس الطبيعي بالتواصل الصناعي أي عن طريق الشات و غرف الدردشة و غيرها؛ و بالتالي يقل التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة بسبب انشغالهم به و خاصة الشباب، فبدلاً من حديث أخوى أو أبوي يجلس كل منهم أمام شاشة الكمبيوتر و هو صامت اللسان مشغول الفكر كأنهم غرباء، و أيضا لا نغفل خطورة الاستخدام السيئ لهذه التكنولوجيا الحديثة.


 

و تركيزاً على أحد تطبيقات الانترنت الشهيرة و هى الشات:

المحادثة عبر الشات مغامرة غير مأمونة العواقب طالما لم تعرف الطرف الآخر شخصياً؛ فقلما يعطى المتحدث بياناته صحيحة أو يكون جاداً في كلامه لأنه لن يحاسبه عليه أحد فهو مستخفٍ وراء عنوانه الإلكتروني الذي يمكن أن يتخلص منه بلا عناء.

ثم ما هي نوع الصداقة التي قد تنشأ بين الطرفين عن طريق لوحة المفاتيح و خيال شخص غير معلوم؟ فقط من كلامه تعرف صفاته، و ربما ينتحل ولد شخصية بنت و العكس؛ بكل استهتار و لامبالاة.. ليقتحم أحد المنتديات مثلاً و على سبيل التسلية و الفراغ الأجوف.

و العجب كل العجب عندما تري فى الفيس بوك مثلا لشخص ما 100 أو حتى 1000 صديق فما أعجب ذلك! و هل يتذكر أصلاً أسماءهم أم هي دعوة للشهرة؟

و قد تلجأ بعض البنات الجريئات إلى عرض ألبوم صورها مع أنها محجبة لتسمع عامدة بلا حياء عبارات الغزل و الإعجاب و تمنى الصداقات فأي أدب و أي حجاب هذا؟

عجيب فعلا عالم النت هذا و لماذا يضيع الشخص وقته و يشغل فكره بكل هذه الصداقات الوهمية التى بها الصالح و بها الطالح و إلى أي طريق تؤدي؟

و النصيحة هنا أن يتم فحص طلبات الصداقة التي تأتي من أشخاص مجهولين قبل قبولها؛ فإذا كان لهذا الشخص الذي يطلب الصداقة أحد الأصدقاء الذين تكون صورة التعريف الخاصة بهم "دون المستوى" فليرفض هذا الصديق فورا ... لأنه لا خير فى صداقته، فالصديق مرآة صديقه.

ليس هذا في كل الأحوال.. فقد تكون تلك الصداقات بداية معرفة حقيقية لأشخاص ممتازين و لم يسعد الحظ بالتعرف المباشر عليهم فيصبح الشات معهم فائدة كبرى لتبادل الفكر المستنير و التعاون المثمر، و قد يستخدم الشات أيضا فى تنسيق الأعمال التي لا تحتاج للحضور و الاجتماع الفعلي بالمجموعة فيسهل تبادل الآراء و الخبرات عبر الانترنت.


 

و لكن ما مصير هذه الصداقات؟ هل الخيوط التي تربط بين الناس في شبكة الانترنت العنكبوتية حقا واهية مثل خيوط بيت العنكبوت؟


 

سؤال يحتاج إلى ألف جواب.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق