الأحد، 12 فبراير 2012

البرمجة الهيكلية

البرمجة الهيكلية (البرمجة الشيئية) أو كما يطلقون عليها Object Oriented Programming هي نوع من البرمجة التي لا تعتمد على الأوامر متسلسلة في سطور متتابعة بل تجعلها كالبنيان، فهي تجسد البيانات و يجعل لها خواص و فئات ، ليس هذا فحسب بل تجعل لها أبا يرثون صفاتهم و خصائصهم، و قد يكون لها أبناء يتوارثون صفات منه و يزيدون صفات أخرى كشجرة العائلة.

يعزل البيانات عن وظائفها و يمكن إخفاءها و إعطاءها سرية، و صلاحيات للإطلاع عليها مثل أسرار الإنسان الشخصية التي يعزلها عن عيون الآخرين.

أما الوظائف فيعرفها بأسمائها و يربطها بالكائن، و يمكن على مدى الزمن تغيير مفهوم و مكونات الوظيفة مع ثبات اسمها، مثل الإنسان الذي تتميز حياته بالمرونة و تغير الوظيفة من سن لآخر و من مرحلة إلى التي تليها.

و العلاقة بين المبرمجين و الكمبيوتر علاقة وثيقة كالأصدقاء المقربين؛ تتشابه صفاتهم كثيرا و يتداخل فكرهم و تطول فترة لقائهما، و عندما يفارق المبرمج آلته يظل يفكر و يستعرض كلامها (سطورها) و قد تنبثق من عقله فكرة تحل معضلة حيرته معها و أرهقته كثيرا ثم زالت على اقل سبب، أو قل: في لحظة صفاء ذهني بعد إراحة العقل من التفكير التقليدي و استخدام مراكز عصبية جديدة في شبكة عقله المزدحمة المتشابكة.

و لأن الأصدقاء يزداد تقاربهم مع الأيام فيتبادلون الصفات ليصبحا كيانا واحدا، فمن المتوقع أن يتحول الحاسب إلى إنسان أو يتحول الإنسان إلى كمبيوتر ناطق متحرك بعد سنوات من تلك الصحبة الطويلة...

دعوني أصف لكم هيئة و صفات المبرمجين و مهندسي الكمبيوتر:

  1. في حالة تفكير مستمر.
  2. يعيشون في سرحان عميق لا يزول.
  3. يداهم تتحرك باستمرار بحثا عن ماوس.
  4. توجد كهرباء خفيفة في اليد التي تمسك الماوس.
  5. يهاجمهم الشيب مبكرا و ربما في العشرينات.
  6. يحبون الوحدة و يحتاجونها بشدة و لا ينزعجون من كونهم فرادى.
  7. لا يشعرون بالزمن أثناء تواجدهم أمام شاشة الكمبيوتر.
  8. أوقات فراغهم يقضونها أمام الكمبيوتر أيضا.
  9. قليلا ما يستخدمون ألعاب الكمبيوتر أو الفيسبوك لان اهتماماتهم العلمية أكبر.
  10. تضايقهم مساواتهم بالمبرمجين الهواة.
  11. أحلامهم خيالية نوعا ما فمهنتهم أساسها الخيال و تجسيده.
  12. عندما يتحدثون مع آخرين يكون العقل الباطن أيضا في حالة تفكير في أي شيء جانبي (انطلاقا من مبدأ التفكير المتوازي).
  13. لا يهتمون بالاجتماعيات و لا الاتصالات الهاتفية إلا لضرورة؛ لأنهم يرونها رفاهية لا يحتملها ضيق وقتهم، و تواجههم مشاكل أسرية كبيرة بسبب هذا.
  14. في عجلة دائما من أمرهم لا يطيقون الانتظار الفارغ.
  15. شديدو القلق يريدون أن تسير الأمور على النحو الأكمل.
  16. يمتازون بالدقة في المواعيد و الحديث.
  17. تفكيرهم يعتمد على المنطق و استنتاج التوقعات من الأسباب و الاحتمالات.
  18. يرون الحياة محدودة لا تخرج عن نطاق احتمالاتهم و يثقون في سيطرتهم عليها.
  19. لا يعملون من أجل المال لكن لرغبة شخصية و شغفهم بمهنتهم.
  20. يحبون قراءة كتب البرمجة و ما هو جديد.
  21. يتمنون أن تتاح لهم البرمجة و تكملة الكتب التي لا يجدون الوقت لقراءتها في الجنة.
  22. متدينون جدا و يحرصون على الصلاة حتى لو في منتصف العمل.
  23. سخفاء و يواجهون الناس بحقيقتهم و لا يتجملون في كلامهم.
  24. غير محبوبين من معظم الناس خارج مجالهم.
  25. في مرحلة منتصف العمر قد يثورون على تفكيرهم العلمي البحت و حياتهم العقلية الجافة، و يلجئون لكتابة الشعر و القصص الرومانسية و الإنسانية و يبدعون فيها.

و كما هو واضح فإن الإنسان المبرمج هو الذي يقترب من صفات الآلة أكثر و ليس العكس، فلم نجد حتى الآن كمبيوتر يغمض عينيه و هو يقول شعرا، أو يكتب مقالا متميزا يحلل فيه الأحداث من الشرق للغرب و من الماضي للتوقعات القادمة، لم نجد آلة يعتريها الحنين عندما تفقد صاحبها..

و سبحان الله الذي خلق الإنسان و أبدعه من الصفات ما تجعله يتكيف مع البيئة المحيطة به و يصطبغ بصبغتها و يسهل إليه ما اعتاد على التعامل معه فلا يشعر بغربة أو انفصال عنه।


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق