الثلاثاء، 20 أبريل 2010

الأيادي الناطقة

هل تصدق أنه سوف يأتي يوم تتحدث فيه يداك و جوارحك، و بأي حديث تتكلم؟ إنه ليس كلاماً عادياً؛ إنها شهادة في وقت يفتقر فيه الإنسان إلى شهادة خير، و على أي شيء ستشهد ؟ عليك أنت.. أنه في يوم كذا قد فعلت كذا ، لا يهمها أنها سوف تتعذب معك.. فهذا أمر الله الذي أمرها بالنطق؛ و أنطقها فنطقت؛ و كان أمر الله مفعولا...

أما تستحي أيها العاصي؟ ألم تعلم بأن الله يرى؟ سيشهد الجميع: السمع.. البصر..القلب.. حتى الجلود و كل ما استعملته بما يخالف شريعة الله؛ استعملت جوارحك التي وهبك الله إياها في عصيانه بدلا من شكره عليها، و استهنت بمراقبة الله لك و هو معك أينما كنت؛ ألم تعلم أن ربك بالمرصاد؟ ألم تعلم أن كل شيء قد أحصاه الله و لو نسيته أنت؛ و سوف يحيط بك الإثم من كل جانب فلا تجد مخرجا و لا ملاذا..

قد جاءنا التحذير من الله فى الآيات التالية:

"وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ "

و فى الحديث الشريف:

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضحك، فقال: ((هل تدرون مم أضحك)؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: ((من مخاطبة العبد ربه يقول: يا رب، ألم تُجِرْني من الظلم؟ قال: بلى، قال: إني لا أجيزُ اليومَ على نفسي إلا شاهداً مني، قال: يقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً، وبالكرام الكاتبين شهوداً، قال: فيُختَمُ على فيه فيقال لأركانه: انطِقي، فتنطق بأعماله، قال: ثم يُخلَّى بينه وبين الكلام فيقول: بُعداً لكُنَّ وسُحقاً، فعنكن كنتُ أُناضل)).


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق