التفاؤل صفة حسنة و سلوك صحى يجب أن يتحلى به الإنسان وسط ذلك الكم الهائل من الأحداث السيئة و الأوضاع المحزنة..و التفاؤل ينبع من ثقة دفينة راسخة فى المؤمن بأن الله سيحقق له آماله و يراها تتحقق أمام عينيه.. و لو بعد حين.
الأنبياء و أهلوهم هم قدوة لنا بما يحملون من صفات عليا؛ أهلتهم ليكونوا رسل الله المبلغين لأوامره ونواهيه؛ و الشارحين لأصول الدين من خلال القول و الفعل... نلتمس اليوم نفحات من عدة آيات تمثل مشهدا قرآنيا من سورة هود:
وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69)
فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ (70)
أرسل الله ملائكة تبشر ابراهيم ببشرى عزيزة – جاءوا فى صورة بشرية فظنهم ضيوفا و أكرمهم، و من دلائل كرمه عليه السلام في الآية الشريفة التعبير "فما لبث" "حيث أسرع بإحضار واجب الضيافة :عجل سمين ؛ حتى قبل أن يتعرف عليهم .. بمجرد إلقاء السلام و إبداء الأمان ؛ فكان كرم الله و فضله بتحقيق أمنية إبراهيم التي تمناها طوال عمره فمن الله عليه بنعمة الأولاد بعد طول انتظار.
وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71)
قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)
امرأته قائمة: أغلب الظن أنها كانت تقوم بدور الضيافة و الترحيب للضيوف الذين أتوا (الملائكة) بالرغم من كبرها في السن..
و ضحك المرأة (زوجة سيدنا إبراهيم) كان مقدمة لتبشيرها ببشرى الولد "اسحاق" و زيادة فى العطاء "يعقوب" و تلك "فائدة التفاؤل" و حسن الظن بالله
و فى نفس المشهد لقطة أخرى من سورة "الذاريات"
فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29)
قَالُوا كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30)