الاثنين، 16 نوفمبر 2009

الصداقة

هل صداقة هذه الأيام مثل صداقة زمان؟ فيما اختلف مفهوم الصداقة بين الماضي و الحاضر؟

بالطبع الصداقة في الأيام السابقة كانت أوفر و أعمق؛ مثلها مثل كل الأشياء الجميلة في انتقاص.. و لكن أسباب الصداقة و استمرارها عامل مشترك بين الأجيال كما نرى في تلك المقالة للكاتب "أحمد أمين" فى كتابة فيض الخاطر...


 

"الظاهر أن أساسها (يعنى الصداقة) تناسب المزاج، فقد يكون المزاجان متناسبين و هما مختلفان كأن يكون أحد الصديقين قوى الشخصية و الآخر ضعيفها، فكل يرى أن الآخر يكمل نفسه و لو كانا قويي الشخصية أو ضعيفيها لتنافرا بل اعلم أنه فى كثير من الأحيان تسوء العائلة و يكثر الشقاق لأن كلا من الزوجين قوى الشخصية و لو اختلفا في الشخصية لاتفقا ، و أحيانا يكون أساس الصداقة وحدة الغرض.

و يلعب لعبا كبيرا في هذه الصداقة القدر، فقد يتصادق اثنان لأنهما تقابلا في قطار أو وليمة أو نحو ذلك ، و كانا لا يتصادقان لو لم يحدث هذا الحادث المفاجئ.

و يلاحظ ان الصداقة أنواع: فقد يكفى فى تكوينها وقوع النظر على النظر ، أو المحادثة من أول كلمة فتكون كشعلة النار تلتهب التهابا سريعاً، و قد تكون الصداقة متكونة على طول الزمن و ربما كانت هذه أحسن.

و كثير ما يفسد الصداقة سوء الظن أو تغير الحال، و من أغرب ما يضعف الصداقة أن تكون مبنية على العقل لا العاطفة.

و أسوأ ما يفسد الصداقة أنانية أحد الصديقين فهو يريد أن يتحكم في صديقه و ليس يسمح لصديقه أن يتحكم مرة واحدة في حياته.

و علاقة الصداقة الطيبة ارتياح الصديق لصديقه، و الاطمئنان عليه و عد ساعات الوصال أسعد من الاجتماع بآلاف المعارف، ثم يشعر هذا الصديق بما يشعر به المحب من فرحة الوصال و ألم الفراق، لا أن يتركه لمجرد المصادفة فيهش (يسعد) حين يراه و لا يذكره حين يغيب عنه.

و من أكثر أسباب الألفة وجود النفس المرحة في الصديقين أو أحدهما فذلك يفيض على الصداقة سرورا و بهجة...

ما أكثر أسفى لو فقدت صديقي، و ما أكثر فرحى لو عثرت على صديق بمعنى الكلمة.. و لكن تمر الأيام و يفقد بعض الأصدقاء و يقل تقويم بعضهم..

و ما الحياة بلا صديق؟ إنها عيش فى صحراء أو حمام ناعم بلا ماء."


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق