الأربعاء، 24 مارس 2010

"لعلكم ترحمون"

ما هي الطريقة المثلى لتأمين مستقبلك و مستقبل أولادك؟ كيف تضمن لهم حياة سعيدة هانئة؟

لا ليس بأموال مكتنزة في البنوك و لا عقارات مسجلة و لا حلى ذهبية أو مجوهرات ثمينة.. ليس كل هذا هو الشيء المضمون.

المضمون أن تختزن فعل الخير عند الله ...

و ليكن شعارك تلك الآية الكريمة "و افعلوا الخير لعلكم ترحمون".

معونة الله لك أكيدة بسعيك في عون أخيك.. أنت تساعده فيساعدك الله: فأيكما أكثر استفادة و أيكما أسعد حظاً؟ من كان الله معه كفاه ما أهمه من شرور الدنيا و الآخرة.

لا تنتظر رد الجميل من الناس، لكن توقع الجحود و ادع الله أن يتقبل ما تقدمه؛ فالله يزيد الإحسان حسنا و الثواب أضعافا مضاعفة.

ألم يقل موسى عليه السلام مناجياً ربه: "رب إنى لما أنزلت إلى من خير فقير" بعد أن سقى لبنات سيدنا شعيب متحملا مشقة فوق مشقة سفره الطويلة، مبتغيا وجه الله فيما قدم لغيره؛ فأكرمه الله و آواه و آمنه من خوفه و نجاه من الهم و الغم.

و كما نعرف في سورة الكهف كيف حفظ الله أموال اليتامى، و أمر الخضر ببناء الجدار المتهدم الذي كان يخفى تحته كنزا تركه الوالد لأولاده قبل وفاته ليستخرجوه عندما يبلغا أشدهما ..فقد استودع الرجل تلك الأمانة عند الله، فلم يضيعها و سخَر لحفظها من يعمل على حمايتها دون أجر .. "و كان أبوهما صالحا"

من يراعى الله في تعامله مع أولاد غيره، و يشفق عليهم كأنهم أولاده؛ سيصل أجر ذلك بالتأكيد لأولاده في حياته أو بعد مماته؛ و بذلك يكون قد ضمن لهم حياة ميسرة مأمونة.

أما المبادئ الهادمة التي تسود المجتمع اليوم من تبادل المصالح و المنافع ، أو استباحة ظلم أحد من أجل منفعة ابن أو قريب فهو يشق بيده طريقا محتوما لفشل ذلك الابن ، و يظلم بحمقه نفسه وولده؛ فما كان الله ليضيع حق المظلوم و لو بعد حين.

كيف يتوقع الظالم الرحمة و قد علم أنه من لا يرحم لا يُرحم؛ أم للإنسان ما تمنى.. ربما خيل له غروره و تقلبه في النعم صباحاَ و مساءاَ أنها نصيب مفروض له لا يزول عنه.. ربما فكر أن الغنى سيظل هكذا للأبد و كذلك الفقير لأن الله خلقه لهذا.. هكذا يوسوس الشيطان لمن ينسى ذكر الله فلا يستفيق إلا بعد أن تناله العقوبة الغليظة، و يأخذه الله بذنبه؛ إن أخذه أليم شديد.


 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق