"إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ"
يحدث الله نبيه الكريم عن موقف مستقبلى هو نصر الدين و انتشار الإسلام. إن اسلوب الشرط هنا ليس معناها الاحتمالية فى
الحدوث ،بل التبشير بالقدوم، ووعد الله آت بلا ريب، و لكن متى؟ و ما هى العلامة؟
"وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا"
هذه علامة النصر، أن يقبل الناس على الاسلام من كل اتجاه و بتجمعات كبيرة، و تحقق أهداف الدعوة و تمام الرسالة.
هذه علامة النصر، أن يقبل الناس على الاسلام من كل اتجاه و بتجمعات كبيرة، و تحقق أهداف الدعوة و تمام الرسالة.
"فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا"
و دائما
ما يكون الحمد بالتسبيح مصحوبا بالاستغفار ، فالاستغفار أساس كل مخير و منبع الخير
المتدفق
"فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا * يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا * وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٖ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا " سورة نوح 10-12
و تختم السورة
القصيرة بوصفه تعالى بأنه واسع المغفرة، سابغ التوبة، ليشمل الغفران الرسول ، و الذين
دخلوا فى الاسلام و تركوا الشرك و ظلماته، فهى بشرى لهم بأن كل ما سبق محاه الله
ليبدأوا عهدا جديدا من الطاعة و نيل الرضوان.
و الفتح ليس فتح مكة فقط، و إنما ما يصادف
الإنسان من نجاح عندما يفتح الله له أبوابا من العلم و فعل الخير و الإنفاق فى سبيله تعالى، و
نصره على كل من أراد به سوءا و ظلمه و مكر عليه. فمهما طال الليل يأتى ضوء الفجر،
و فعل "جاء" نصر الله فيه إيحاء و تجسيم لعظمة و هيبة هذا النصر يصاحبه الفتح
المبين. و فى تلك اللحظة السعيدة المنتظرة يسارع الإنسان بالتسبيح و الشكر، و كذلك
الاستغفار مما قد يشوب نفسه من غرور أو احساس بأنه حقق النجاح و النصر بجهده ، أو
تقصير فى الشكر أو تأخير فى الصدقة، و كل ذلك يمحوه الاستغفار ليرقى به إلى مرتبة
الشاكرين فيزيده الله من فضله و إحسانه.
"على الله توكلنا * ربنا افتح بيننا و بين
قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين".
لا اله إلا الله الملك الحق المبين.
رب اغفر و ارحم و اعف و تكرم و تجاوز عما
تعلم إنك أنت الأعز الأكرم.