الاثنين، 14 نوفمبر 2011

شباب القلب

لكى يكون المرء شابا؛ ليس معناه أن يكون مراهقا صغيرا لكي يكون يقظاً، يتأثر و يؤثر فى الحياة ، و يندمج قلبا و روحا فيها ، لا يقاومها بل يهلل لها، تلك صفات الشباب و التي تتمشى مع أعلى درجات النضج.

ما دام الإنسان لا يفكر في أنه تقدم في السن فسوف يظل شابا ، و ما دامت الحياة تمنحه ما هو جديد، و ما دام يرحب بمعرفة الجديد من الأشياء و مقابلة الجديد من الناس ، و رؤية الجديد من الأماكن و الأفكار و الشخصيات ، فلن يصبح مسنا باليا.

و هناك 8 وسائل سهلة تساعد على المحافظة على قوة الانفعالات لكي نتجنب أن تصاب انفعالاتنا بالجمود: (خاصة المرأة)

  1. اهتمى بالعالم حولك اهتماما حقيقيا و لا تبقى حالة على الهامش دائما تاركة غيرك يفعلون كل شيء، فإذا لم تكونى ملتحقة بوظيفة أو كان لك عمل أو مهنة فلتبحثى عن شيء تعملين من أجله مثل الاعمال الخاصة أو مساعدة المحتاجين – سوف تزداد حياتك ثراء بقدر ما تبذلين من عون.
  2. ابقى على علم بما يحدث فى العالم ، اقرئى بانتظام و عناية تامة الصحف و المجلات الحديثة.
  3. عيشى حياة مملوءة من خلال الكتب و العروض السينمائية و المسرحيات و الراديو و التليفزيون لمشاركة الغير خبراتهم.
  4. الموسيقى و الفن و الرياضة سواء كمتفرجة أو ممارسة لها تعد من الوسائل الممتازة لتنبه الحالة الانفعالية.
  5. كونى هوايات خاصة بك إذا لم يكن لديك شيء ، فالعادة أن يندمج الناس انفعاليا فى الهوايات أكثر من اندماجهم فى عملهم الأصلى.
  6. لا تتوقفى أبدا عن النشاط و العمل الذى ظللت تزاولينهما على مدى حياتك كلها، تجنبى بأى ثمن الاعتزال، فلا تتركى عملك سواء كان خاصا أم مهنيا مالم يكن لديك اهتمام آخر أقوى يمكنك الارتباط به، فاعتزلي إلى شيء سوف تعملينه لا من شيء كنت تعملينه.
  7. لاتخفى انفعالاتك دائما، فإذا كنت غاضبة من شيء ما فنفسى عما بصدرك و دعى البخار يخرج، و اجعلى الجو الانفعالى صافيا، فإذا كنت حزينة و بائسة و لكِ رغبة فى البكاء فابكى، حتى إذا كان يضايق غيرك فإن عليهم أن يتحملوه.
  8. إن أعظم و أعمق انفعال يهز المشاعر و يشبع الروح هو الحب ، كل حب ينبت حبا آخر، إن الحب علاقة و مودة عميقة لشخص آخر ، و يأخذ صورة الاهتمام بالشيء الذى تحبه و رعايته، و العمل على تحقيق الرفاهية له، كما يأخذ صورة الانتماء لشخص آخر و جعل هذا الشخص جزءا لا يتجزأ من وجودك ذاته.


     

    الحياة المتوازنة تحتاج أكثر من الجسم السليم؛ تحتاج العقل و الروح السليمة، كيف يحصل المرء على ذلك ؟ لابد أن يكون للمرء اهتمام حقيقى بالحياة، ليس من المهم ماهية هذا الاهتمام، فقد يكون اهتمام بالوظيفة أو البيت أو الأسرة أو الهوايات أو أعمال البر، أما الشيء المهم فهو أن يكون لك اهتمام معين يستغرقك و يجعل قدراتك العقلية نشطة و حية.

    كما أنه من الضروري الحفاظ على روح المرح، و تكوين اتجاه فلسفي و موضوعي للحياة ، لا تسمحي لنفسك بالتقاعد فى جحر، و إذا كنت فعلا دخلت إليه فلتحاولى الخروج منه، فإن الصحة النفسية السليمة تعتمد على الآفاق المنبهة الواسعة.

    و إذا شعرت أن عالمك الخاص بدأ ينكمش على نفسه؛ فإن هذا هو الوقت الذى عليك أن تنظرى حولك لتدفعى نفسك للخارج مرة أخرى، إنه مما يشق علينا أن نتجه إلى أوضاع جديدة و تجارب ، لكن ما علينا حقا أن نتجنبه هو الذبول و الضمور و الركود.


     

    هناك العديد من الأشياء البسيطة نسبيا التى يمكن عملها لدفع الحركة فى الدورة الدموية البطيئة فى عقليتك: مثل مقابلة أناس جدد و معارف، محاولة الدخول فى مجالات جديدة، رؤية أماكن جديدة كالمتاحف و المعارض و الشواطئ، تكوين اتجاهات و هوايات جديدة، فإنها لن تؤثر على ما قد يكون لديك من اهتمامات أساسية فى الحياة، على العكس فإنها بما تمنحه من تنبيه ذهني إضافي ستمكنك من الإقبال على عملك أو مهنتك بحماس و طاقة جديدة.


     

    المرجع : كتاب "المرأة و الحب" تأليف أنا دانيال ترجمة كلير فهيم