الثلاثاء، 28 يونيو 2011

كثيرات الحدود

فى التاسعة مساء جاءتنى ابنتى مستغيثة بى من الدرس الأخير فى الجبر..هكذا فى ليلة الامتحان؟ نعم هذه ابنتى تؤجل كل شيء حتى لا يبقى وقت لأى شيء

المهم ؛ و نظرا لاني لا املك أن أرفض لها طلبا حتى لا تنهار نفسيا ، فقد استجبت لها ؛ فلا يمكن أن أنفث عن غضبى و أطلق كمية اللوم و التأنيب التي تستحقها لإهمالها فى تنظيم الوقت؛ الأمر الذي جعلها تؤجل فهم الدرس لليلة الامتحان و هذا مرفوض أكيد لأن الجبر و الهندسة يحتاجان فترة لاستيعاب النظريات و الحل الكثير عليها


 

و لكن ما هو ذلك الدرس الأخير؟ أقبلت على الكتاب أملا فى أن يكون درسا سهلا لازلت أتذكره من طفولتي البعيدة و لكنى فوجئت بشيء ضخم اسمه "كثيرات الحدود"

شيء بشع له بسط و مقام : البسط مجموعة أقواس مضروبة أشكالا و ألواناً

و المقام كذلك..

و المطلوب تبسيطها عن طريق: تحليل البسط و المقام للعوامل الاولية ثم اختصار الناتج بشطب المتشابه بسطا و مقاما

و بعد الصدمة حاولت التزام الهدوء و ان افهم الموضوع اولا حتى أستطيع ان ابسطه و أحوله لمجموعة خطوات أصبها فى عقل ابنتى حتى تنفذها بالحرف فى الامتحان (انقاذ ما يمكن إنقاذه).

قد يمل القارئ؛ فحتى الآن لم أدخل فى صلب الموضوع، و بالتأكيد هذه ليست مقالة في الأهرام التعليمي لكنى وصلت لحكمة هامة جدا

بعد هذا الدرس و هى:

الحياة معادلة كثيرة الحدود : بسطها أولا ثم تخلص من المشاكل المتناظرة تصل إلى ابسط صورة و غالبا ما تساوى واحد، أى أن الحياة متعادلة، بقدر ما بها من ألم و جهد و عناء بقدر ما تصل يوما ما و تنعم بالراحة..

لكن إذا وقفت أمامها كما هى اصطدمت بتعقيدها و ضربت أرقاما فى أرقام ، و جمعت و ربعت و طرحت ثم فى النهاية نفس الناتج عند التبسيط، فأى الاسلوب تفضل إذا علمت أن الناتج واحد؟