الأربعاء، 13 أبريل 2011

مؤنس كل وحيد

يا مؤنس كل وحيد..يا قريبا غير بعيد.. يا منتهى كل شكوى.. يا صاحب كل نجوى

كثيرا ما يشعر الإنسان بالوحدة، و أن لا يوجد آخرين يحبونه أو يهتمون به إلا لمصلحة أو نفاق لتسير الحياة.

أو أن من يهتم بهم لا يهتمون به، أو أنه لا يستطيع أن يصل من يود الاتصال بهم... و كثير من المواقف المتشابهة.

كيف يشعر الإنسان بالوحدة و معه الله أينما كان ، فقط عليه أن يذكر الله فيذكره..

إن ذكره خفية فقد ألهمه الله الإخلاص و الخشوع.

و إن ذكره فى ملأ ذكره الله فى من هو خير منه؛ الملائكة الأطهار، و إن ذكره طمأنه و ألقى السكينة فى قلبه و ذهبت عنه الوحشة و الضيق.

كيف يشعر بالعجز و الهوان؟ و معه الله القوى القاهر فوق عباده، المعز له بعزته و نصره.

من يريد ودهم هم مملوكون لله؛ يسيرهم حيث يشاء، و يوجه قلوبهم إلى حيث يريد، فيأمرهم بحسن معاملة ذاك الشخص أو الإساءة إليه، و القسوة معه أو الإعراض عنه، فمن فضل رضا الله عن رضا الناس أعزه الله و أعطاه مراده

و من آثر رضا الناس على رضا الله؛ أوكله الله إلى الناس يذيقونه ذلة و مهانة.


 

للمحبين الذائبين شوقا،

للمعذبين من تركهم المحبون تركا،

و المبعدين عن مناهم هجرا،

و من ذاقوا الذل دهرا،

لهم جميعا عزاء و صبرا

ذكر الله نبراسا و فرجا

و راحة للقلب و أجرا

حتى يقدر الله أمرا


 

الأربعاء، 6 أبريل 2011

ملكة جمال الشرفات

الشرفة هي المخرج الرئيسي للنساء و ربات البيوت أو العاملات، لرؤية العالم من أعلى ، و ربما لفتح دوائر الحوار مع الجارات القريبات من خلال نشر مشترك،

إنهن ينهين رحلة غسل الملابس – و إن كانت الآن تتلخص في إدخالها و إخراجها من الغسالات الأوتوماتك – و يقنعن أنفسهن بأنهن يقمن بأداء الواجب المنزلي على أكمل وجه فنرى الفن ظاهرا في طريقة النشر.

إن شكل الحبال سواء مشدودة أو غير ذلك ربما دل على وجود رب أسرة مهتم بأمور بيته؛ فيتبرع بتجهيز الحبال كلما أنهكها الزمن و تحطمت جزيئاتها و تآكلت بفعل الشمس و الحرارة، ربما كان على المعاش أو من محبي الأعمال المنزلية، أو يقوم بذلك أحد الأبناء البررة بأمهاتهم بشكل دائم أو على فترات و لأسباب تتعلق بزيادة المصروف أو السماح بالخروج،

أو تقوم السيدة بذاتها بهذه المهمة إن كانت تتمتع بقوة بدنية عالية و لا تخاف الأماكن العالية – فى جميع الأحوال استقامة الحبال عنصر رئيسي لغسيل متناسق متواز.

و إذ تبدأ السيدة في النشر تنظر إلى السماء لاستطلاع الأحوال الجوية لاتخاذ القرار المناسب باختيار مكان النشر في الداخل أم الخارج اتقاء للخروج في منتصف الليل من الدفء إلى عواصف الليل لإنقاذ الملابس من البلل إذا فاجأها المطر.

ثم تقرر من بين تل الملابس أي الملابس ستبدأ بها ، هل ستدمج قطعتين بمشبك واحد مشترك أم أن لكل قطعة مشبكين حسب كثافة الملابس؛ الأغلب أن ربات البيوت يغسلن في أوقات متقاربة بحيث تكون الكمية أقل في المرة الواحدة، المهم أن السيدة بعد أن تقوم بنشر الغسيل تكافئ نفسها عادة بنظرة شاملة دقيقة للشرفات حولها في مجال النظر، باحثة عن منظومة للنشر أجمل مما تعرضه هي في شرفتها، تتبعها نظرة رضا للحبال مرصوصة عليها الملابس تهتز سعيدة مع الهواء خاصة بالليل حيث تبرق أضواء النجوم و أنوار الليل و تلقى بسحرها على الملابس.

و لا مانع لديها من تأمل ستائر الشرفات الخارجية، و التي باتت ضرورية للحفاظ على الخصوصية هذه الأيام حيث تتقارب الشرفات و تتلاصق، و إن كانت الستائر القماشية هي الأشد ضعفا و الأسرع تمزقا بالرغم من صعوبة تعليقها و تركيبها، فسرعان ما تتحول إلى شرائح طولية (و هي في الغالب مطبوعة على شكل خطوط طولية) و نسيج غير مترابط و فتلات متناثرة، فتظل كذلك دهرا إلى أن يأذن الله و يتم استبدالها بأخرى لاستكمال دورة الحياة.

إن السيدة تكون في حاجة لأن تتأمل هدوء الليل و سكونه، و تشعر بمتعة أن تكون في المنزل تنعم بالراحة بينما يسعى آخرون لبيوتهم و هم في عجلة من أمرهم – ربما خوفا من المجهول في عالم يسوده الشك و عدم الطمأنينة – حتى يصلوا بيوتهم بسلام.

حياة النساء مملوءة بالمشاغل، ربما كانت صعبة أو متعبة، لكنها فائدة بالتأكيد أن يستغرقن أوقاتهن في القيام بمتطلبات الحياة و التعايش مع المسئوليات المنزلية؛ حتى لا يتركن عقولهن لدوامة التفكير و الهموم.