الاثنين، 21 مارس 2011

دموع للبيع

العين ما هي إلا وعاء للدموع؛ تتأثر النفس فتفيض العيون، و إذ أن لكل وعاء مدخل و مخرج و سعة محددة؛ فلا يمكن خروج إلا بمقدار أقل من أو يساوى ما تم دخوله أو إنتاجه...


 

في المرة الأخيرة قال لي الطبيب: حذار أن تكوني أتيتى لنفس السبب؛ جفاف العين ...فقد حفظني الطبيب بعلتي المعتادة جفاف شديد و ألم لا يستجيب للعلاج

و الحل بسيط دموع صناعية أو بالمصطلح الطبي tears natural

و هي البديل لنفاذ الدموع التي تصنعها العين بوضع قطرات من مادة لزجة مرطبة و معقمة للعين تقلل من الاحتقان و الجفاف المؤلم لها خاصة في المساء.

و لكن أليست الوقاية أفضل من العلاج؟ هل يمكن إيقاف سيل الدمع الذي يفاجئني بين الحين و الحين؛ فلا أستطيع منعه مهما كانت الأسباب، و مهما بلغت كلمات الإقناع التي أحدث نفسي بها، فالحزن غلاب و ما أقسى أن تعانى من آلام بالعين و الرأس ثم تغلبك دموعك لتزيد الألم و الاحتقان.


 

و لأن التغيير مطلوب، و لا يبقى حال الدنيا على ما هو عليه، فلا شقاء يستمر و لا نعيم مستقر و لكل ظلم نهاية مهما طالت الأيام،،، فقد حدث تغيير كبير ...

بدلا من شراء تلك الدموع الصناعية استبدلتها بنوع جديد نزل للأسواق هو إنعاش الدموع refresh tears !


 

و ما زلت أكافح و أقنع نفسي بكف الدموع و النسيان.


 

الجمعة، 18 مارس 2011

سقوط الإسكندرية

في الحادي عشر من فبراير عام 2012

جاء هذا النبأ في نشرة التاسعة:

انهارت نصف عمائر الإسكندرية على رءوس السكان بعد ظهور شروخ كبيرة و طولية و أفقية و جانبية ، و عقب صمت طويل للسكان القدامى و تجاهل تام من السكان الجدد الذين سكنوا فى الأدوار العليا التي ارتفعت منذ نحو عام.

و حيث أن طبيعة الإسكندرية مدينة ساحلية رطبة؛ فلم تتحمل المنازل أوزان الأدوار الزائدة، و التي بناها أصحاب العمائر الأذكياء في سرعة شديدة جدا، و ذلك خلال انشغال الأمن و الجهات الرقابية في المدينة عقب احتراق الأحياء و مراكز الشرطة فى تحطيم أمنى همجي منظم من البلطجية و أصحاب النفوس الضعيفة.

و تقدم المحافظ الجديد و المحافظ القديم (الموجود بالمستشفى البحري التي يرقد بها عقب صدور حكم بمصادرة أمواله و احتمال قضائه فترة عقوبة مشددة فى السجن) بخالص التعازي لأسر الضحايا و سوف يتم صرف تعويضات لهم من صندوق الكوارث الذي خصصته الدولة من فوائد الأموال المنهوبة عقب استرداد ثروة مبارك و حرمه و أولاده من البنوك الأجنبية في الشهر الماضي.

و سوف يتم إيقاف الدراسة كإجراء احترازي، و استغلال المدارس كمقرات سكن مؤقتة لمن نجا من سكان العمائر المنكوبة، و يتم صرف بطانية و غلاية صغيرة لعمل الشاي لكل أسرة بواقع بطانية لكل فردين و غلاية لكل أسرة، و يتم توزيع وجبات طعام مجانية عليهم لحين وصول التبرعات و الإغاثة الدولية.

و من الجدير بالذكر أن الانهيار حدث خلال الاحتفالات التي أقيمت في الذكرى السنوية لتنحي مبارك حيث انطلقت في تمام الخامسة مساء الصواريخ و رفرفت الأعلام في سماء الإسكندرية. و خرج الملايين للكورنيش لإحياء تلك المناسبة السعيدة، و ساعد هذا على تقليل حجم الخسائر في الأرواح.


 

الجمعة، 11 مارس 2011

حصة علوم

التجربة:

في وعاء زجاجي يتحمل درجات الحرارة العالية ضع كمية مناسبة من الماء و ارفعه على النار ، اتركه يغلى حتى درجة الغليان و سجل مشاهدتك.


 

المشاهدة:

  • تبدأ ذرات الماء بالجزء الأسفل من الإناء في التحرك و تتكون دوائر و فقاعات تتزايد بالتدريج.
  • مع ارتفاع درجة الحرارة تتصاعد بكثافة و سرعة لأعلى.
  • إذا نظرت من أعلى الإناء بعد أن تتخطى درجة الحرارة 100 درجة مئوية (درجة الغليان) تظهر فقاعات تنفجر في أوقات متقاربة و متلاحقة بدون أن تتوقع مكان الفقاعة التالية و بشكل عشوائي، و هكذا حتى يتم إطفاء النار أو يتبخر الماء.

الاستنتاج:

هكذا حال مصر الآن؛ المظاهرات فقاعات تصاعدت إلى السطح مع ارتفاع حرارة الثورة و توابعها، فلا يأتي يوم إلا بجديد من الأحداث و الوقفات و المطالب إلى أن يتحقق أحد حدثين:

  • إما أن تتوقف النار المشتعلة بالعقل و الحكمة.
  • أو يتبخر الماء و تخور قوى الشعب الثائرة و تنفذ طاقته بنفاذ الماء أو الغذاء...


     

    حفظك الله يا مصر و حماك من شر الفتن.


     

الأحد، 6 مارس 2011

"و عجلت إليك ربي لترضى"

هل تحب أن يسارع الله في إجابة مطلبك؟ أسرع بتلبية نداء الصلاة فإن خير الأعمال إلى الله الصلاة إلى وقتها..

تجد فريقا من الناس من يترقب موعد الصلاة و يتوضأ قبلها و يستعد لها بخشوع

و منهم من يترقب موعد الصلاة التالية ليسرع قبل أن ينقضي موعدها، كلاهما صلاة و لكن لكل منهما دلالة مختلفة و درجة متباينة عند الله، فالأولى أحب إلى الله و دليل الإقبال و ابتغاء الرضا.

فقد جعل الله الصلاة كتابا موقوتا ، و تيسيرا على الناس جعل لها وقتا محددا لكن هناك درجات للصلاة في أول ميقاتها أو آخره

و العمل الذي يعطلك عن الصلاة لا بركة فيه و لا نماء، و نداء "الله أكبر" يعنى أن الصلاة أكبر من أي شيء دنيوي يلهيك أو يؤخرك عن الصلاة

و أفضل الصفوف في المسجد هي الصف الأول.

"قال ما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثرى و عجلت إليك ربى لترضى"


 

و على الجانب الآخر نرى التباطؤ دليلا على ثقل العمل و ضعف الإيمان و النفاق

"ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا " سورة النساء


 

و في مدح الأنبياء يصفهم الله تعالى: "إنهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا و رهبا"

المسارعة فى الخيرات فضل من الله و هى نعمة كبرى للعبد إذ يجعل فى نفسه الهمة و الإرادة القوية لعمل الخير حتى بدون نفع شخصي أو مقابل إنما ابتغاء وجه الله بدون انتظار شكر و لا مدح ثم ينسى تماماً ما قدم إذ أن أجره على الله، و ما يزيده العطاء إلا تواضعا لله و اعترافا بشكره أن وفقه لهذا الخير.

انظر الى نبى الله موسى بعدما سقى لابنتى شعيب عليه السلام و كان على سفر و في شدة الإجهاد و الخوف بعد هروبه عقب قتله الخطأ لأحد الأشخاص

"فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير"

و كان جزاؤه خيرا إذ آواه الله و نجاه من فرعون و بطشه، و نصره بعد حين.