الأحد، 31 أكتوبر 2010

وصفة كارنيجي ضد القلق

القلق.. ذلك العدو الصامت الذي يهزمنا من حيث لا ندري، يسكن نواحي نفوسنا و ضواحيها الساكنة ، و يطل برأسه كل يوم ليمنعنا من التمتع بيومنا الحالي و يوقعنا في فخ من صنع أيدينا ؛ وهم لا يكاد يفارقنا هو الخوف من المجهول و استبعاد الأماني السعيدة..

ديل كارنيجى كاتب أمريكي من أشهر مؤلفاته "دع القلق و ابدأ الحياة" حيث حاز هذا الكتاب إعجاب ملايين القراء و ترجم إلى لغات عديدة و أعيدت طباعته عدة مرات.

و هذه مقتطفات قيمة من الكتاب:

  • تحية إلى الفجر..انظر إلى هذا اليوم إنه الحياة.. جوهر الحياة، في ساعاته القليلة تكمن حقيقة وجودك : معجزة النمو و مجد العمل و روعة الإنتاج فالأمس ليس إلا حلما، و الغد ليس إلا خيالا. أما اليوم إذا عشناه كما ينبغي فإنه يجعل من الأمس حلماً سعيداً، و يجعل من الغد خيالا حافلا بالأمل.
  • أغلق الأبواب على الماضي و عش في حدود يومك.
  • إذا كان لديك مشكلة تبعث على القلق فطبق وصفة سحرية متخذا هذه الخطوات الثلاثة:
  1. اسأل نفسك : ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لي؟
  2. هيْ نفسك لقبول أسوا الاحتمالات.
  3. اشرع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

ذكر نفسك دوما بالثمن الفادح الذي يتقاضاه القلق من صحتك، و اعلم أن رجال الأعمال الذين لا يعرفون كيف يكافحون القلق يموتون مبكرا.


 

الطرق الأساسية لتحليل القلق:

القاعدة رقم 1: استخلص الحقائق "نصف القلق في العالم منشؤه محاولة الوصول إلى قرارات حاسمة قبل أن تكتمل لدينا المعلومات الكافية لاتخاذ القرار.

القاعدة رقم 2: بعد أن ترى الحقائق بعناية- اتخذ القرار.

القاعدة رقم 3: متى اتخذت قرارا حصيفا أقدم على تنفيذه و لا تتهيب العواقب.

القاعدة رقم 4: عندما يساورك القلق على عملك، أجب عن هذه الأسئلة الأربعة و دون إجابتك:

  • ما هي المشكلة؟
  • ما سبب المشكلة؟
  • ما هي الحلول الممكنة؟
  • ما هي أفضل الحلول؟


     

كيف تحطم عادة القلق؟

القاعدة رقم 1: استغرق في العمل..إذا ساورك القلق انشغل عنه بالعمل و إلا هلكت يأسا و أسى.

القاعدة رقم 2: لا تسمح لنفسك بالثورة من أجل التوافه – و تذكر أن الحياة أقصر من أن نقصرها.

القاعدة رقم 3: استعن على طرد القلق بالإحصائيات و الحقائق الثابتة. سائل نفسك هل هناك ما يبرر مخاوفي؟ و ما هو احتمال حدوث ما أخشاه؟

القاعدة رقم 4: ارض بما ليس منه بد.

القاعدة رقم 5: عندما يساورك القلق من أجل الحصول على شيء، اسأل نفسك هذه الأسئلة:

  1. ما مدى الفائدة التي سيعود بها علىَ هذا الأمر الذي يساورنى القلق من أجله؟
  2. كم من الوقت أجعله حدا أقصى لهذا القلق؟
  3. كم ينبغي أن أدفع لهذا الشيء الذي يساورنى القلق من أجله؟

القاعدة رقم 6: لا تحاول أن تنشر النشارة.

و تلخيصا:

  1. انشغل عن القلق بالاستغراق في العمل
  2. لا تهتم بالتوافه و لا تدع صغار المشكلات تهدم سعادتك.
  3. كلما ساورك القلق على شيء سائل نفسك ألا يحتمل ألا يحدث هذا الشيء الذي أقلق من أجله إطلاقا؟
  4. إذا أدركت أن الفرصة لتغيير شيء أو تبديله قد تجاوزتك إلى غير رجعة فقل لنفسك:

    "هكذا أريد للأمر أن يكون و لا يمكن إلا أن يكون هذا الأمر هكذا "

  5. ضع حجا أقصى للقلق و قدر قيمة الشيء ة لا تعط للقلق أكثر مما يستحق.
  6. دع التفكير في الماضي فليس هناك قوة يسعها أن تعيد الماضي .


     

    سبع طرق لخلق اتجاه ذهني يجلب لك السعادة و الطمأنينة:

    1. لنعم أذهاننا بخواطر الطمأنينة و الشجاعة و الصحة.
    2. لنتجنب القصاص من أعدائنا لأننا إذا فعلنا آذينا أنفسنا أكثر مما نؤذى أعداءنا.
    3. بدلا من أن نفكر في الجحود دعنا نسلم به، ليست السعادة في توقع الشكر على ما بذلناه، و إنما في البذل ذاته، الشكر غرس يروى و يتعهد بالسقي لكي ينمو و يترعرع.
    4. أحصى نعم الله عليك بدلا من أن تحصى متاعبك.
    5. الأجدر بنا ألا نتشبه بأحد فإن التشبه انتحار.
    6. اجتهد أن تصنع من الليمونة المالحة شرابا سائغا
    7. لننس أنفسنا و لنحاول أن نوفر السعادة لغيرنا.


       

      القاعدة الذهبية لنقهر القلق:

      حين تستنفذ الخطوب كل قوانا أو تسلبنا الكوارث كل إرادة؛ غالبا ما نتجه في غمرة اليأس إلى الله. فلماذا بالله ننتظر حتى يتولانا اليأس؟ لماذا لا نجدد قوانا كل يوم بالصلوات و الحمد و الدعاء.


       

      كيف تتجنب القلق الذي يجلبه النقد؟

      1. النقد الظالم ينطوي غالبا على إطراء متنكر.فمعناه أنك أثرت الغيرة و الحسد في نفوس منتقديك.
      2. ركز جهدك في عملك الذي تشعر من أعماقك أنه صواب و صم أذنك بعد ذلك عن كل ما يصيبك من لوم اللائمين.
      3. احتفظ بسجل دون فيه الحماقات و الأخطاء التي تنتقد بسببها، و لا تستنكف أن تسأل الناس النقد النزيه العف الأمين.


         

        6 طرق تقيك الإعياء و القلق و تحفظ لك نشاطك و حيويتك

        1. استرح قبل أن يدركك التعب.
        2. تعلم كيف تسترخي و أنت تزاول عملك.
        3. إذا كنت زوجة، فتعهدي صحتك و جمال مظهرك بالاسترخاء في منزلك.
        4. اخل مكتبك مما عليه من الأوراق باستثناء ما يخص المسألة التي بين يديك.
  • افعل الأهم فالمهم
  • حين تعترضك مشكلة احسمها فور ظهورها.
  • تعود النظام و الركون إلى الغير و الإشراف.
  1. لتتق الإعياء و القلق أضف إلى عملك ما تريد استمتاعك به.
  2. تذكر أن أحدا لم يمت رقاً. و إنما القلق الذي يلازم الأرق هو مبعث الخطر.

كيف تحصل على العمل الذي يلائمك؟

القرار الحاسم في حياتك

  1. امتنع عن الوظائف و الأعمال التي غصت بالعاملين حتى فاضت.
  2. تجنب الأعمال التي ترى أن فرص النجاح فيها ضئيلة و انفق الأسابيع و الأشهر في التحري و الاستعلام و دراسة ما يتعلق بإحدى الوظائف قبل أن تكرس حياتك لها.

أهم عوامل النجاح في العمل:

  1. أن يجد المرء لذة في عمله. فإذا استمتع بعمله فإنه يقضى الساعات المقررة فى العمل دون أن يحس بمرورها، و يكون إحساسه و هو يعمل كإحساس من يلهو.

لكي تتفادى القلق الناشئ عن الأرق:

  1. إذا استعصى عليك النوم قم إلى مكتبتك و اكتب او اقرأ حتى يتسلل إليك النعاس.
  2. جرب الصلاة قبل النوم فإنها خير أداة لبث الأمن في النفوس.
  3. أرح جسدك و حدث كل عضلة من جسمك بالاسترخاء حتى تسترخي
  4. زاول أحد أنواع الأنشطة البدنية فإذا شعرت بالتعب فثق أنك ستنام.


     

كيف تزيل متاعبك المالية؟

  1. دون أوجه الإنفاق جميعها.
  2. اجعل لنفسك ميزانية تتضمن جميع احتياجاتك.
  3. تحر الحكمة في الإنفاق.
  4. لا تصدع رأسك في التفكير في دخلك.
  5. أمن نفسك رصيدا ينفعك وقت الشدة.
  6. أمن نفسك ضد المرض و الحريق و الطوارئ.
  7. علم أبناءك كيف يكونون مسئولين عن المال.
  8. إذا لم نستطع أن نحل مشكلاتنا المالية فالأفضل ألا نقتل أنفسنا حسرة على ما ليس منه بد.


     

    و أخيرا.. تذكر أن 99% مما نشفق منه و يتولانا القلق بسببه لا يحدث إطلاقا


     

    اقرأ التاريخ و انظر إلى المشكلات التي كان يعانى منها العالم من عشرة آلاف سنة و قس مشكلاتك التافهة بمقياس الخلود .. ستعرف المقدار الحقيقي للمشكلة.


 


 


 


 

الجمعة، 22 أكتوبر 2010

الأستاذ رضا

  • دخل زميل لنا عاد لتوه من فرع الشركة بالخارج..عاد متذمرا رافضا لأحوال الشركة و ما آلت إليه الأساليب و الإدارة، و لاحظت تغير شخصيته تماما عما كانت عندما عمل مع فريق العمل الذي اشرف عليه فقد بات سريع الغضب شجاعاً جدا في التعبير عن رفض الواقع و دفع الظلم الذي حل به.
  • منذ عدة أيام استدعاني رئيسي في العمل و أبلغني أنه "يشعر" أن الأداء ليس على ما يرام و أن الناس لا يعملون بكل طاقتهم إذ أنهم لا يتجاوزون أوقات العمل الرسمية بالرغم من التزام الفريق بالحضور و ملازمتهم مكاتبهم و بذلهم أقصى استطاعتهم.
  • كثيرا ما طلبوا منى الحديث عن عيوب فريقي الذى أعمل معه بحرية و شجعوني على الكشف عن تقصيرهم بالرغم من أنهم جميعا من الصفوة المختارة في الشركة.
  • اكتشفت مؤخرا أن كل شخص في العمل يتعرض للنقد و اللوم - على المستوى الادارى خاصة – و تساءلت بيني و بين نفسي من هو الشخص الذي يستحق التقدير فى الشركة..ألا يخبرونا به ليكون قدوة لنا طالما نحن جميعا مقصرون؟
  • كلما سألت شخصا عن حاله فى عمله و جدته يخطط للانتقال لعمل آخر لعدم استطاعته الصبر على أحوال العمل و عدم تقديره ، و "استعباده" فى عمله...إلى أين يذهب هؤلاء أليس لأماكن عمل أخرى ينفر منها موظفوها و يتمنون تركها؟هل هي لعبة الكراسي الموسيقية؟


     

  • أين أنت يا أستاذ رضا؟ عهدناك نورا في قلب كل مؤمن، و مبدأ من مبادئ الإنسان العاقل..مهما كانت الأحوال فالرضا بالقضاء من شيم العقلاء

الرضا.. لأن كل ما يحدث هو قضاء الله؛ الذى قدر الأحداث بما يناسب كل شخص ، و يلائم طبيعته، و دبر كل هذا لخيره و صالحه فلا يتعجل الإنسان الأحداث و ليطلب الأمور بعزة و كرامة؛ فلا تدفعه الحاجة للعمل لقبول المهانة و الظلم؛ لان الرزق بيد الله و ليس مقصورا على مكان بعينه.


 

الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

وصية مالكي زهرة الخشخاش

توفى المليونير محمد محمود خليل في عام 1955 فترك لزوجته القصر و حدائقه و محتوياته.

كانت السيدة حرم محمود خليل قد أوصت قبل وفاتها 1960 بإهداء المبنى و ما به من تحف مع جزء من الحديقة التي حوله إلى الدولة

و هذا جزء من وصيتها بخصوص القصر:

"أردت بهذه الوصية التعبير عما شعرت به من حب عميق لمصر التي صارت لي وطنا منذ زواجي بالمرحوم محمد محمود خليل و إنني اذكر ما أحاطني به من عطف و ما شملني به من عناية كزوج مخلص بادلني حبا بحب.

و لقد رأيت من حقه على أن أخلد ذكراه في نفوس مواطنيه كجندي من أبر جنود مصر الأوفياء و من أجل ذلك فإننى أقرن وصيتي بشرط أقتضيه من الحكومة و هو:

أن تجعل من القصر و التحف التي يضمها متحفا باسم السيد محمود خليل و حرمه"

على أن يفتح هذا القصر للجمهور

و إذا رؤى أن توضع تعريفة للدخول فلتكن زهيدة بحيث يكون الدخول ميسورا للجميع"

و إذا بحثنا عن تطبيق شروط تلك الوصية

الشرط الأول: تحقق

الثاني: تم فتحه لفترة ثم تم الاستيلاء عليه و استكمال القصر الجمهورى به في فترة من الفترات و نقل محتوياته الفنية الى قصر أحد الأمراء ثم عادت الأمور لمجراها

الثالث: تم تطبيقه حتى الآن

عاشت مصر فترة دون أن تشعر بأهمية تلك الثروة الفنية الضخمة حتى تناقلت المجلات الأجنبية من خلال مراسليها في مصر مدى إهمال مصر لتلك الثروة فنبهت بذلك ذوى النفوس الضعيفة و العصابات إلى ذلك الصيد السهل الثمين

لكن معاناة اللوحات من الإهمال ما زالت مستمرة فتمت سرقة لوحة واحدة مرتين

خلال خمسين سنة من عمر زوجين فنانين عاشا طيلة حياتهما و حبهما ممزوج بحب الفن بين مصر و فرنسا ، فكان الفن هو ابنهما الذي بذلا من أجله المال و العمر و الاهتمام.. عاما بعد عام يضيفان شيئا جديدا و تحفة فريدة إلى تلك المقتنيات النادرة

و تلك الفرحة الوليدة بضم عنصر جديد من الفن العالمي للمنزل المتحف

حياة حافلة سعيدة؛ لكن لكل شيء نهاية.. فكان ختام حياتهما السعيدة هو تحويل قصرهما إلى متحف مشترك؛ يخلد ذكرى أجمل حب و أجمل تعاون فني راقٍ، و ولاء للوطن الذي رفعه وزيرا و جعله شخصية لامعة في ذلك الوقت

لقد ظنا أن الوطن سوف يقدر تلك الهدية الغالية؛ و يصونها و يسلط عليها الأضواء؛ و يستخدمها لنشر الروح الفنية و الافتخار بحيازة ما ندر من الفن العالمي، و لكن ما جاء بسهولة يفقد بسهولة، فلم تبذل الدولة أي جهد أو تكلفة لإنشاء هذا المتحف، و هان عليها ما به ؛ أو استكثروا على الشعب أن يهنأ به طوال عصور الزمن ، وأصبح صيانته عملا روتينيا أو حبر على ورق ، و لم يخلص أبناء وزارة الثقافة و العاملين فيه و فرطوا في الأمانة فحق عليهم اليوم غضب الشعب كله...

إنني أكاد أرى وجه محمود خليل حزينا متألماً لما تأملت تمثاله في مدخل المتحف؛ و كأن لسان حاله يقول: لماذا بلادي لم تصونى العهد؟