الجمعة، 26 فبراير 2010

العائشة في الوهم

"العائش في الحقيقة" .. عنوان قصة لنجيب محفوظ ، و قصة اليوم هي "العائشة في الوهم"

من بريد الأهرام التقطت تلك القصة المؤثرة؛ و التي جاءت ردود قرائها كثيرة و عميقة المعاني...

إنسانة في الستين من عمرها لم تتزوج وفاء لحب قديم لم يكتب له الاستمرار و كانت نهايته على يد والدها بالرفض التام .. و لما يأس المحب و أدرك أنه لا أمل في تغيير موقف والدها؛ تزوج من أخرى ...


أما هى فلم تجد ما يزحزح مكانة هذا الحب فى قلبها ، و لأن الحب لا يسكن قلبا مسكونا؛ فلم يستطع أى شخص آخر الوصول إلى مفاتيح قلبها الذى أغلقته على ذكرى الحبيب الأول ، و رفضت من يتقدمون إليها تباعا.

و الغريب أنها استكملت حياتها المهنية بنجاح كأن هناك من يدفعها و يشجعها، و لكن الحقيقة أنها ذكريات الحب القديم.. و التى لا تزال تحيا بها لدرجة أنها تضئ الشموع و تناجى حبيبها فى خاطرها و حاضرها فهى –على حد تعبيرها- امرأة فى سن الستين تمتلك قلب فتاة فى العشرين.


و يستوقفنا هنا سؤال : لماذا تكون المرأة أشد وفاء لذكريات حب مضى؟ لماذا تعيد استعراض شريط الأحداث فى الصباح و المساء؛ و تلاحقها كلمات من تحب فى كل وقت.. فى وعيها و فى حلمها؛ فى انشغالها و فراغها.. لماذا تحيط بها حلقات المشاعر من جميع الجهات فلا هى تتركها لتنجو بنفسها من توقف الزمن و لا هى تعطيها تذكرة العبور إلى مرحلة أخرى مستقرة؟

أما الرجل فما أسرع ما ينسى.. ربما فى اليوم التالى.. ربما فى مساء نفس اليوم الذى تحدث فيه.. كأن الكلمات كانت قطرات ندى أدركها الصباح فتبخرت بلا أى أثر عنده... لماذا التغيير سمة رئيسية فى حياتهم؟ يعيشون بمبدأ الإحلال و التجديد أي نظرية الإزاحة : عندما يأتي حب جديد يزيح الحب القديم إلى الخارج بكل سهولة و يسر و ليس "بشق الأنفس" كما تشعر المرأة.


و لهذه المرأة أقول: لقد عشت وهما و أضعت عمرا .. كم كان إخلاصك ووفائك النادر الذي لا يستحقه أى رجل.. و لأنك تجهلين؛ فقد عشت سعيدة ... كان قدرك أن تجددى ذكرياتك الجميلة بدلا من استبدالها بأخرى حزينة و اخترتى أن تعيشى في الخيال مع أشباح مضت على أن تكوني في واقع ملئ بالكذب و الخداع.

ما الذي يفرق بين النساء سناً ؟ إنها معرفة الحقائق المرة و آثار الصدمات التي تلقى الظلال الكئيبة على الوجوه فيعلوها الحزن و البؤس.

هل معنى هذا أن الإنسانة التي تظل تحب إلى الأبد هي التي انتهت قصتها قبل أن تبدأ ؟

إنها لم تكن تريد أن يخلص لها من أحبت بمثل هذا الشكل، و لم تنتظر مقابل هذا الحب فقط عاشت بالحب ليفيض خيرا و نجاحا عليها.


أجمل ما فى القصة أن هذه الإنسانة راضية بقدرها و لم تسخط على وضعها؛ فما أدراها أن ارتباطها بهذا الشخص كان سيحقق لها ما عاشت فيه من السعادة طوال هذه السنوات... حقاً "لوعلمتم الغيب لاخترتم الواقع"


http://www.ahram.org.eg/39/2010/01/08/15/2589.aspx

الثلاثاء، 23 فبراير 2010

صدى الصمت

صدى الصمت – الصمت المدوي – حديث الصمت.. كلها أسماء لمقالات كثيرة تعدت المائة بعد المليون لأهميتها

و لكن... متى يتكلم الصمت؟ متى يبدأ الصمت و يتوقف الكلام؟

إليكم بعض الأمثلة....

  • عندما يتكرر الحديث و النصح و يتكرر الحدث دون جدوى.
  • عندما يشتد النقاش و تحتد لهجة الحوار بحيث تقترب النفوس من حافة الضجر أو الشقاق.
  • عندما لا يهتم المستمع و تبدو في وجهه أمارات الإهمال و الاستهتار بما تقول فلا تجد رد الفعل المتوقع.
  • عندما ينصرف المستمع إلى حديث إنسان آخر في نفس الوقت.
  • عندما لا يشعر المستمع بأهمية و قيمة الكلمات.
  • عندما تريد أن يشعر المستمع بما تعانى من إحساس مرير بخيبة أمل عندما تذهب كلماتك أدراج الرياح.
  • عندما تعجز الكلمات عن التعبير أو تكون كثيرة فتتجمع و تتزاحم بحيث لا تفوز إحداها بالخروج من الفم؛ و عندئذٍ تتحدث دموع العين.
  • عندما يكون الحديث فيه معصية أو نميمة أو قول سوء؛ و لا يملك المتحدث منع ذلك، فيجب عليه على الأقل ألا يشترك معهم أو يستمر في الجلوس بهذا المجلس.
  • عندما لا يكون هناك رد سوى الكلام السيئ فالصمت أبلغ، و تكفى نظرات العتاب... كما أن إحساس الشعور بالذنب - الذي سوف يشعر به قائل الكلمات السيئة و بادئ الشر- أقوى من الرد على السوء بمثله.
  • عندما تتحدث الأفعال و ليس الأقوال؛ فخير للإنسان أن يفعل بدون أن يقول أفضل من أن يقول و لا يفعل..
  • عندما تريد أن يتحدث الماضي بدلا من الحاضر، و أن يتحدث الخيال بدلا من الحقيقة حين يتذكر المستمع كلماتك السابقة عندما يفتقد حديثك الآن.